أكدت فصائل وشخصيات فلسطينية، أن الهجمة الدولية ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، بفعل غياب الموقف العربي الموحد ضد هذه الهجمة بالإضافة إلى مخططات الاحتلال التهويدية.
وعبر هؤلاء، في تصريحات صحفية، لـ"فلسطين"، رفضهم لتصريحات الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، والتي زعم فيها أن "هناك علاقة بين القدس واليهود، وأن القدس مدينة مقدسة في الديانات الثلاثة".
وقال جوتيريس في سياق مقابلة مع "صوت (إسرائيل)" باللغة العبرية، أمس الأول، "إنه واضح كوضوح الشمس أن (الهيكل) في القدس الذي قام الرومان بهدمه كان هيكلاً يهودياً" حسب زعمه.
انسياق عربي
فيما، رأى نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل، الشيخ كمال الخطيب، أن "المجتمع الدولي اتخذ استراتيجية ثابتة، عبر محاباة اليهود لأجل الوصول إلى مكانة مرموقة في العالم".
وقال الخطيب، لـ"فلسطين": "مهما بلغ العالم في تزلفه لـ(إسرائيل) سيصدم بقوة القدس وصلابتها"، مشيراً إلى أن التقرب من (إسرائيل) أصبح هو الطريق أمام هؤلاء الساسة للنجاح العالمي، حسب اعتقادهم.
وأكد أن الرهان الأكبر في الدفاع عن القدس ومقدساتها يقع على عاتق الفلسطينيين، وأضاف: "هم خط الدفاع الأول عن القدس وعليهم اليقظة المستمرة للحفاظ على هوية القدس ونسبها العربي والإسلامي، تاريخها وحاضرها ومستقبلها".
وتابع: "للأسف! الأنظمة العربية والحكام العرب منساقون خلف الهيمنة العالمية للصهيونية"، مستشهدا بما ذكرته صحيفة "هآرتس" العبرية، أمس، والتي أوردت خبراً مفاده أن "دونالد ترامب أرجأ نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة بناء على طلب حكومة الاحتلال والذي جاء بناء على تخوفات أمنية تتوقع ردة فعل فلسطينية عنيفة تكون بمثابة انتفاضة ثالثة والداخل المحتل".
بدوره، أكد رئيس لجنة الدفاع عن حي سلوان، فخري أبو دياب، أن ما يجري من تصريحات أممية متناغمة مع ممارسات الإدارة الأمريكية، يبرهن وجود عداء واضح تجاه الإسلام والمسلمين.
وقال أبو دياب لـ"فلسطين": "ما قاله الأمين العام الجديد يدلل على أن الصهيونية العالمية تسيطر على الفكر العالمي ورجالاته في كل مكان"، مشدداً على أن شريعة القدس المحتلة وإسلاميتها لا تحتاجان إلى برهان دولي.
وأضاف: "إن الهجمة الدولية والاحتلال الإسرائيلي على القدس والمقدسات نتيجة الضعف العربي والذي كان سببه غياب أي نوع من أنواع الثقة في الموازين الدولية، مثل القوة السياسية، والقوة العسكرية، والقوة الاقتصادية وغيرها".
واستدرك أبو دياب: "علينا (عربا ومسلمين) أن نوصل للغرب رسالة واحدة مفادها أن القدس عاصمة عربية إسلامية وأنها خط أحمر لا يقبل فكرنا ولا عقيدتنا أي مساس بها".
إلى ذلك، أكد رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى، ناجح بكيرات، أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول أن يسخر كل امكانياته من أجل قلب الحقائق وتزوير التاريخ واقناع العالم بـالتاريخ المزور"، مشدداً على أن مدينة القدس هي ذاتها مدينة يبوس التي ذكرها التاريخ والتي بناها سكانها العرب.
وقال بكيرات لصحيفة "فلسطين": "الاحتلال استغل الوضع العربي والإقليمي الهش لتصدير روايته الكاذبة والتأثير على صانعي القرار في العالم"، مبيناً أن ذلك يفرض على الفلسطينيين والمسلمين وضع برنامج زمني محدد لإفشال تلك الهجمات، وشدد على دور السفارات الفلسطينية والعربية والإسلامية في دحض تلك الهجمة الدولية المزيفة.