فلسطين أون لاين

​ابتسام موسى اعتقال وحرمان من الأهل على يد الاحتلال

...
صورة أرشيفية
غزة/ أدهم الشريف:

عندما قررت ابتسام موسى التي تقطن في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة مرافقة شقيقتها مريضة السرطان، إلى مستشفيات القدس والضفة الغربية المحتلتيْن، عبر حاجز بيت حانون (إيرز) شمالًا؛ لم تعرف أن رحلة علاج تستغرق أيامًا وربما أسابيع ستمتد قرابة سنتين خلف قضبان سجون الاحتلال.

ولو أنها كانت تعلم ذلك لما رافقت شقيقتها، التي رفض الاحتلال السماح لها بمغادرة غزة، وتوفيت بمرضها، بعد سنة ونصف من اعتقال شقيقتها دون أن تلقاها مجددًا.

لقد حرمها الاحتلال أشياء كثيرة بعدما اتهمها بما يسميه "الإرهاب"، وزج بها في سجونه.

وقالت ياسمين موسى ابنة الأسيرة: "إن والدتي لم تتوقع سوءًا عندما توجهت برفقة شقيقتها إلى حاجز بيت حانون".

لكنها عندما رافقتها في 19 نيسان (أبريل) 2017م فوجئت الوالدة بتوقيفها وتحقيق مخابرات الاحتلال معها، كما قالت ياسمين لصحيفة "فلسطين".

وبعد انتهاء التحقيق معها نقل الاحتلال ابتسام إلى جهة مجهولة، وعلمت العائلة في وقت لاحق من مصادر حقوقية أنها معتقلة في سجن عسقلان الاحتلالي.

ولم تمض إلا أسابيع قليلة على اعتقالها حتى وجه لها الاحتلال تهمة ما يصفه بـ"الإرهاب"، وعندها رفضت عائلتها بشدة هذا الاتهام، وقالت: "إنها مسنة، ولا علاقة بما أوردته نيابة الاحتلال في لائحة الاتهام".

وقد أحزن اعتقالها أسرتها؛ فهي مسنة وربة منزل وجدَّة، لديها 7 من الأبناء والبنات، والجميع يخشى أن يؤدي اعتقالها والزج بها في السجون إلى تردي حالتها الصحية.

وقالت ياسمين: "لقد ترك اعتقالها فراغًا كبيرًا في حياتنا، وأصبحت بلا طعم".

ليس ذلك فحسب، فقد ضاعف الاحتلال معاناة الأسيرة وعائلتها معًا بحرمانها الزيارة، كما جرى مع غيرها من الأسرى والأسيرات الذين يزيد تعدادهم على 6500 موزعين على أكثر من 20 سجنًا احتلاليًّا، داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948م.

وأضافت ياسمين: "لم يتمكن أحد من زيارة والدتي بفعل قرار الاحتلال، إلا والدي الذي زارها بضع مرات قبل أن تطلب هي منه ألا يأتي لزيارتها".

وبينت أن والدها عبد الرحمن موسى رجل مسن يبلغ من العمر (65) عامًا، ويعاني مرض القلب، وبسبب خشية الوالدة عليه طلبت منه عدم زيارتها في السجون، بسبب إجراءات الاحتلال الصعبة في أثناء زيارة أهالي أسرى غزة إلى ذويهم.

وحالة اعتقال ابتسام ليست الأولى من نوعها عند حاجز بيت حانون، حيث يتعمد الاحتلال اعتقال المرضى، وإرجاع أعداد كبيرة منهم، ومساومة آخرين على التخابر مع الاحتلال، مقابل السماح لهم بالحصول على العلاج في مستشفيات الـ48، أو الضفة المحتلة، كما تقول مؤسسات حقوقية في نقلها لشهادات مرضى ابتزوا.

وتؤكد المؤسسات حق المواطنين الفلسطينيين في الحصول على العلاج، وأن ما يتبعه الاحتلال من ممارسات انتهاك لقوانين حقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني.

ورغم ما ألحقه الاحتلال بعائلة الأسيرة ما زالت قلوب أفرادها تخفق للحظة الإفراج التي اقتربت، ولم يبقَ لها إلا بضعة أشهر لا تتجاوز الثلاثة، للاحتفال بتحرر الأسيرة من قيد السجان الاحتلالي، بعد أن قضت قرابة السنتين ظلمًا خلف قضبان السجون.

"سأحتفل بها واحتضنها وأقبل جبينها وأجلس بجانبها، لقد حرمني الاحتلال منها طويلًا، ولن أضيع المزيد بعد تحررها" قالت ياسمين بصوت دل على مدى حبها واشتياقها إلى والدتها البالغة من العمر (60) عامًا.