كعادة أهل فلسطين، وداعمي المقاومة الفلسطينية وحاضنتها الشعبية في حماية المقاومين وذويهم، سارع أطفال ورجال وشباب ونساء ضاحية شويكة، في محافظة طولكرم شمال الضفة الغربية، إلى مواجهة هدم الاحتلال الإسرائيلي منزل الشهيد المقاوم أشرف نعالوة وإعادة بنائه.

في 17 ديسمبر الماضي، هدمت جرافات الاحتلال منزل المقاوم نعالوة، لتنطلق حملة أهلية شعبية في صباح اليوم التالي، لمؤازرة شقيقتي أشرف وذويه، مع استمرار اعتقال والديه وعدد من أفراد أسرته وأقاربه، معلنين تعاضدهم لمواجهة سياسة العقاب الجماعي، وتحصين الحاضنة الشعبية للمقاومة.

ومع توالي الأيام، ازدادت الحملة وتوسعت ميدانيًا، إذ اجتمع أهالي شويكة الجمعة الماضية في ديوان عائلة نعالوة، لبدء مرحلة عملية جديدة في حملة جمع التبرعات الخيرية والشعبية للبدء في بناء منزل الشهيد، بمشاركة من شرائح وفئات مختلفة.

وأكد منسق الحملة عزام دحيلية أن سياسة الإرهاب الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وأهالي الشهداء، لن توقف حملة الدعم الأهلي الشعبي وحاضنة المقاومة الشعبية بمواجهة سياسات الاحتلال.

وقال دحيلية لصحيفة "فلسطين" إن الاحتلال مارس ضد عائلة نعالوة وأهالي ضاحية شويكة سياسة العقاب الجماعي على مدار 67 يومًا، مؤكدًا أن هذه السياسات لن ترد الحاضنة الشعبية وحملاتها الأهلية لدعم وبناء منازل الشهداء.

وأوضح أن حملة بناء المنزل انطلقت بجهود شعبية وأهلية، دون استشارة من أحد، وفقط لمواجهة سياسات الاحتلال، قائلًا: "الأهالي لم يتوانوا عن تقديم الدعم للحملة من أجل شراء بيت أو بناء بيت آخر بعد هدم الاحتلال لمنزل المقاوم نعالوة".

مبالغ كبيرة

وبين أن المواطنين تبرعوا بمالغ مالية مختلفة، إذ تبرع أحدهم بمبلغ 10 آلاف دينار، فيما تبرعت مؤسسات أهلية ومحلية بنحو 25 ألف شيكل، مشيرًا إلى أن الحملة لاقت تفاعلًا كبيرًا من أهالي طولكرم والضفة الغربية.

وقال دحيلية: "رسالتنا للاحتلال وكل الأطراف، أن الحاضنة الشعبية ستواجه سياسة الهدم والإرهاب، ولن تنجح في فض التحالف والتكاتف الشعبي وعزلها عن مجمعنا الفلسطيني"، منبهًا إلى أن النتائج في النهايات وليست في البدايات وشعبنا متوحد في وجه الاحتلال.

وأضاف: "الحراك الشعبي مستمر في حماية القضية الفلسطينية وحراكه مستمر حتى تحرير القدس ولن نتوانى"، مشددًا على رفض أهالي طولكرم استمرار الاحتلال في اعتقال عائلة الشهيد نعالوة والتحقيق القاسي بحقهم.

وأشار إلى أن عددًا من أصحاب المهن استعدوا على إكمال أعمال البيت، كالبناء والقصارة والدهان والبلاط، وأعمال أخرى، قائلًا: "شعبنا الفلسطيني معطاء ومتكاتف في أعمال الخير والوحدة".

وذكر أن أهالي وفعاليات المدينة تقاطروا إلى ديوان نعالوة في شويكة؛ تلبية لنداء لجنة صندوق إعمار منزل الشهيد نعالوة.

وشارك في حملة التبرعات التي نظمت في ديوان العائلة، فعاليات ومؤسسات ومواطنو طولكرم، إذ أبّنوا الشهيد أشرف بآيات الفخر والاعتزاز في ختام حفل تأبيني مهيب.

وأعلنت اللجنة وأهالي شويكة خلال حملة التبرعات عن قرارها بناء منزل جديد ومنفصل عن المنزل القديم، "في حال أثبتت الفحوص الهندسية صلاحية المنزل القديم للإصلاح سيتم إصلاحه وتحويل المنزل الذي سيُبنى إلى وقفية ومركز مجتمعي عن روح الشهيد أشرف نعالوة".

وشارك في الحملة أطفال، قدموا مصروفهم اليومي ومبالغ مالية وفروها في حصالاتهم، في موقف يؤكد دعم الطفل والشاب والرجل والمرأة للمقاومة الفلسطينية.

ونفذ أشرف نعالوة عملية إطلاق نار نوعية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قُتل فيها مستوطنان وأصاب آخر بجراح حين أطلق النار بسلاح مصنّع محليًّا، داخل أحد مصانع الاحتلال في المنطقة الصناعية الإسرائيلية "بركان" في مستوطنة "أريئيل" قرب سلفيت شمال الضفة الغربية المحتلة.

ونجح نعالوة (23 عامًا) في الانسحاب، ليبقى مطاردًا لأكثر من شهرين فشلت خلالهما قوات الاحتلال الخاصة من الوصول إليه، ليرتقي شهيدًا في 13 ديسمبر الجاري، بعد اشتباك مسلح مع قوات خاصة إسرائيلية في مخيم عسكر، بمدينة نابلس.