فلسطين أون لاين

​ضلال المفاهيم

حسين الشيخ وزير الشئون المدنية في حكومة الحمد الله يلتقي برئيس الشاباك؟! اللقاء تم بتوجيهات الرئيس؟! اللقاء ناقش الأوضاع الميدانية في الضفة الغربية؟! ماذا قالوا؟ وماذا كانت النتائج؟! لا ندري. الميدان هو الذي يخبرنا عادة بما جرى في الغرف المغلقة. اللقاء المتجدد يجري خلافا لقرارات الوطني والمركزي اللذين أوصيا بوقف التنسيق الأمني؟!

ما هو التنسيق الأمني؟! الجواب: هو توفير معلومات، وتبادل أدوار، لقتل أو اعتقال مواطن فلسطيني يعمل ضد الاحتلال، ويضر بأمن إسرائيل. هذا هو التنسيق الأمني. والعكس مفقود؟! فإسرائيل لا تقدم أي معلومة عن المستوطنين المتطرفين. بناء على هذا المفهوم نسأل: ما الخيانة؟! أو ما العمالة؟! أو ما التخابر؟! الجواب: الخيانة هي توفير معلومات للعدو لقتل أو اعتقال مواطن فلسطيني يقاوم الاحتلال؟!

الخلاصة أن الخيانة والتنسيق الأمني، والتخابر، عائلة واحدة، مفاهيم لا فرق بينها البتة، ولكن الظالمين يسمون الخيانة تنسيقًا أمنيًّا، كما يسمي الغرب الخمر مشروبات روحية، فالأسماء البراقة لا تغير الجوهر، والأحكام مناطها الجوهر عادة.

في انتفاضة الحجارة، وبعدها، أمرت منظمة الحرير وفتح بقتل كل مواطن يتيح للعدو معلومات تفضي لقتل مقاوم أو أكثر، وقد قتلت صقور فتح العشرات منهم في الميادين والأسواق، بجريمة الخيانة، والتخابر . كذلك فعلت الفصائل الأخرى. فهل إذا أطلقنا على التخابر مصطلح التنسيق الأمني صار الفعل حلالًا، وسقط العقاب؟! إذا كان التنسيق الأمني مقابل المال، والسلطة، والمصالح الخاصة، فقد كانت روابط القرى تقوم بالتخابر مقابل المال، والمصالح، والسلطة؟! تنسيق روابط القرى خيانة، وتنسيق السلطة وطنية؟!

ما الذي يجعل التخابر خيانة، والتنسيق عملا وطنيا، ومخرجاتهما واحدة؟! هل الخيانة من عمل الأفراد، فإذا قام بالعمل نفسه الحزب أو الفصيل صار العمل وطنيا؟! هل الخيانة عمل بلا تصريح من السلطة، وإذا قام بها آخرون بتصريح صارت عملا وطنيا، وتنسيقا أمنيا مشروعا؟!

يا حرام؟! الشعب الفلسطيني في حيرة أمام هذه المفاهيم والاعتبارات، ولكن طلب المجلس الوطني والمركزي بوقف التنسيق الأمني دليل وطني على أن التنسيق الأمني يضر بالشعب، ويفيد العدو، ومن ثمة أوصوا بوقفه، ولو كان عملا وطنيا نظيفا ما أوصى أحد بوقفه البتة. ارحموا شعبكم من ضلال المفاهيم.