فلسطين أون لاين

رسائل الخليل

من مدينة خليل الرحمن إلى غزة الصامدة نرسل لكم مجموعة من الرسائل مكتوبة بالدم والألم والقهر، ونبين لكم فيها معنى التمكين كما تريده سلطة الرئيس وأجهزته.

أختي الشقيقة، خرجنا من المساجد في تظاهرة خضراء سلمية لنحتفل بمناسبة انطلاقة حركة حماس رقم (٣١). وما كدنا نجمع صفوفنا ونرفع راياتنا حتى هاجمتنا أجهزة التنسيق الأمني بالعصي والهراوات على مسافة عشرين مترا من المسجد، فأوقعت بالشباب خسائر وجراحات، واعتدت على الحرائر، واعتقلت بعضنا، ومرسل إليكم فيديو كلب بذلك، ويمكنكم مشاهدة مقاطع قصيرة منه على الفيس واليوتيوب.

أختي الشقيقة، هذه سلطة غاشمة، وأجهزة ظالمة، بلا وطنية، وبلا مشاعر، وهم حين يحدثونكم عن المصالح فهم يكذبون عليكم، ويريدون أن يفعلوا بكم مثل ما فعلوا بنا من ضرب وتنكيل، وما فعلوا بنعالوة، والبرغوث، من تسليم للعدو. نحذركم من الوقوع في الشرك، أو في التمكين، حتى لا تسيل دماء أبنائكم وحرائركم. إن ما أنتم فيه من أمن وحرية نعمة رغم الحصار، وما نحن فيه بؤس وشقاء رغم توافر العمل والمال.

أختي الشقيقة، يحدثونكم عن النظام، والحريات، والقضاء، والانتخابات، والسلاح الواحد، وقرار السلم والحرب، وهم في كل أحاديثهم يكذبون، ويناورون، فليس لدينا في الخليل وفي مدن الضفة الأخرى حريات، ولا قضاء، ولا نظام، ولا قانون؟! عندنا فقط أجهزة أمنية تضرب باسم السلطة الوطنية، وتقتل باسم الوطنية، وتسلم معلومات الوطن للعدو باسم الوطنية، وعندنا الضميري الذي يبيح القمع بالعصي والهراوات لأنها أدوات غير عنيفة، ويبيح ضرب المتظاهرين على النية قبل التظاهر، لأنه يعرف أنهم سيتظاهرون ضد السلطة؟! هل تريدون الضميري وأكرم عطا الله في غزة؟! هل تريدون بقية الشلة في دياركم بعد ما رأيتموه عندنا. التمكين كذبة كبيرة، وهي تعني القبول بعيش الذليل؟!

خذوا حذركم، أنتم الأمل، فلا تفجعونا بكم، وكونوا عند حسن الظن، واتعظوا بما رأيتم وشاهدتم، وكونوا فئة لكل مواطن مضطهد، وقولوا لهم لست بالخب، ولا الخب يخدعني، لا تصدقوا هؤلاء قوما ما يزيدوكم إلا خبالا، ولن ينفعوكم في مقاومة أو مصالحة، ولا في حضر ولا مدر، وقولوا لهم: لا تمكين قبل أن تتطهروا من فسادكم، ومن موالاة عدوكم، وقمع أهلكم في الخليل ونابلس ورام الله.

رسالتنا لكم قصيرة بعد الاحتفال المهيب في انطلاقتكم المباركة التي انحازت إلينا في الضفة حبا وتقبيلا، والمستشار أمين، وأنتم أمناء. قولوا لنا ماذا نعمل كي لا يضربوني، وكي لا يقمعونا؟!