فلسطين أون لاين

​رسائل الانطلاقة

كان الحشد مهيبا. احتشدت الجماهير المؤيدة لحماس وللمقاومة على أرض الكتيبة بمئات الآلاف. الحشد الضخم قدم رسالة استفتاء شعبي تؤيد المقاومة وتفديها، وتقاوم العدوان والحصار والتنسيق الأمني. ليس ( لإسرائيل) أو غيرها أن تغفل عن رسائل الحشد الجماهيري الكبير. هذا الحشد كان له مثيل على شاشة التلفاز بنقل حي ومباشر. لو لم يكن لحماس رسالة غير رسالة هذا الحشد لكفاها في يوم الانطلاقة الحادية والثلاثين.

حماس التي رحبت بالجماهير المحتشدة وحيتها قدمت للجماهير رؤيتها السياسية الوطنية الجامعة. الرؤية تقوم على الوحدة الوطنية، وعلى المصالحة المتكافئة، وعلى الانتخابات الديمقراطية، وعلى مواجهة المحتل بكل السبل الممكنة. الرؤية تقوم على وحدة الضفة وغزة، وعلى وحدة النضال في الضفة وغزة، وحيثما وُجد الفعل المقاوم.

جاءت رسالة الانطلاقة على لسان هنية منحازة إلى الضفة الغربية. لم يكن الانحياز خيارا، بل كان واجبا مستحقا، كيف لا وقد أعاد نعالوة والبرغوثي ومطير الروحَ المقاوِمة لنابلس ورام الله والخليل، لقد قالت مقاومة هؤلاء الشهداء هنا في الضفة ( مركز الصراع) ولن يحرفنا التنسيق الأمني الخياني عن الطريق المستقيمة التي سلكها العياش والحامد والبرغوثي الكبير.

مركز الصراع مرجل يغلي على نار تتوقد، لن تهدأ بتخاذل أو خيانة حتى تحرق المحتل وتأخذ أرواح مستوطنيه، بعز عزيز أو بذل ذليل، ينصر الله من يشاء وهو العزيز الحكيم، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، ويسألونك متى هو؟ قل عسى أن يكون قريبا.

الانطلاقة التي حيت على لسان هنية مسيرات العودة والفصائل والغرفة المشتركة رسمت الأمل للسائرين على طريق ذات الشوكة والتحرير، وقالت لمن يعنيهم الأمر إن كل شيء ممكن إذا توحد الشعب الفلسطيني وقادته، وإن وحدة الكلمة ووحدة البندقية تقودان الشعب حتما إلى النصر.

بالوحدة القائمة على خيار المقاومة والشعب امتلكت حماس كنزا أمنيا كبيرا لم يفصح عنه صاحب كلمة الانطلاقة، حيث ترك الحديث والإفصاح للأعمال القادمة على مستوى الوطن والإقليم، وهو ما سنتابعه حتى نقف على كنهه. الكنز الأمني يعني أن الفشل سيلاحق نتنياهو حتى يخرج من الحكومة باستقالة أو بفشل مهين. الانطلاقة ماضية في رسائلها بعد نتنياهو ومجموعة المتكبرين في الأرض.