رغم تراجع العجز المالي لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إلا أن مفوض عام المؤسسة الأممية بيير كرينبول، وخلال زيارته أخيرًا لغزة، لم يأتِ بحل للمفصولين للعاملين في برنامج الطوارئ.
وحسبما علمت "فلسطين" من أحد متضرري الفصل التعسفي، فإن لجنة برنامج الطوارئ اجتمعت مع كرينبول، بحضور مدير عمليات "أونروا" بغزة ماتياس شمالي، وعرضت عليه تداعيات قرارات الفصل التي أقرتها الوكالة بحجة العجز المالي.
وقررت "أونروا" في نهاية يوليو/ تموز الماضي، تحويل عقود عمل أكثر من 500 موظف إلى عقود جزئية بنصف راتب، بينهم 80 موظفًا تنتهي عقود عملهم بنهاية 2018، وكذلك فصلت 116 آخرين إثر تقليص ومن ثم وقف الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترمب، مساهمتها السنوية المقدمة للوكالة البالغة 365 مليون دولار.
لكن هذا العجز المالي لـ"أونروا" تراجع إلى 21 مليون من أصل 464 مليون دولار في الأشهر الأخيرة خاصة بعد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، بينما أعلنت قطر عن تمويل "أونروا" بقيمة 50 مليون دولار لدعم خدمات الوكالة الأساسية التي تشمل التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية.
من جهته، قال الناطق باسم لجنة برنامج الطوارئ إسماعيل الطلاع، إن اتحاد موظفي الأونروا جلس مع المفوض العام، لكنه لم يعطِ أي وعد بإنهاء أزمة المفصولين بعدما نقل الاتحاد الصورة بشكل نقابي ومهني حول حقوق المفصولين.
كما عرضت لجنة برنامج الطوارئ على المفوض العام، الوضع النفسي والاقتصادي والمكانة الاجتماعية للمتضررين من الفصل، وتعدادهم 116، والأضرار التي أصابت هؤلاء، وسأله ممثلو اللجنة عن الذنب الذي ارتكبه هؤلاء ليفصلوا هكذا؟!، كما قال الطلاع لـ"فلسطين".
وأضاف: "حتى لو كانت الأزمة بسبب قطع التمويل الأمريكي فهذا ليس ذنبنا".
في المقابل، ردَّ عليهم كرينبول: "لن أعدكم بشيء، لكن انتظروا بعد أسبوعين أو 3 أسابيع حتى نعرف الموازنة العامة".
وقال الطلاع، إن ما قاله المفوض العام كان إنسانيا، وإن القرارات الأخيرة لإدارة الوكالة صدرت إثر قطع التمويل الأمريكي.
وحسبما أبلغ المفوض لجنة برنامج الطوارئ، فإن كرينبول من المقرر أن يعود لغزة منتصف يناير/ كانون الثاني المقبل، فيما تمنى الطلاع أن تحمل زيارته حلولاً جذرية للأزمة.
وعدَّ الطلاع أن الجلسة مع مفوض الأونروا كانت بمثابة تصالح وبناء ثقة بين المتضررين مع الأونروا، وتوصيل رسالة هؤلاء والأضرار التي لحقت بهم بعد الفصل.
وترك الفصل آثارا أسرية واجتماعية خطيرة، شملت سجن اثنين، ومغادرة 3 آخرين لقطاع غزة، وحالة اثنين آخرين في أسوأ مراحلهما نفسيًا ويراجعان المصحة النفسية بغزة، وأطلعنا المفوض العام على هذا كله، بحسب الطلاع.
في السياق، بين أن إدارة الأونروا صرفت مستحقات المفصولين الـ116، عبر البنوك لكن الأخيرة تحتجزها بدعوى الالتزامات المالية على الموظفين، من قروض ومرابحات بنكية، وبالتالي لم يعد لهم أي مصدر دخل.
وقال الناطق باسم لجنة برنامج الطوارئ، إن "أونروا" توظف قرابة 30 ألف في مناطق عملها الخمس؛ قطاع غزة، الضفة الغربية المحتلة، الأردن، سوريا ولبنان، وبالتالي لن يكون عدد المفصولين عبئًا على الموازنة العامة للوكالة.
وتقول وكالة "أونروا"، إن سد العجز المالي لديها كان لعام 2018، ومع بدء العام الجديد ستواجه المؤسسة الأممية أزمة مالية جديدة بفعل وقف التمويل الأمريكي.
بينما يقول مراقبون، إن الإدارة الأمريكية تستهدف قضية اللاجئين الفلسطينيين وحق عودتهم إلى ديارهم التي هجروا منها قسرًا من خلال وقف التمويل عن الوكالة التي لجأت إلى إطلاق حملة دولية لجمع التبرعات، وتلقت تمويلاً من عدة دول.