خصصت وسائل الإعلام العبرية مساحة واسعة من تغطيتها لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس الحادية والثلاثين، كونها حدثًا مهمًّا حمل رسائل عدّة لأطراف مختلفة، خاصة خطاب رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية.
وأبدت تلك الوسائل اهتمامها بأعداد المشاركين في مهرجان الانطلاقة، وما استعرضته فرقة الجوقة التابعة لكتائب القسام الجناح العسكري لحماس من أسلحة متطورة وموجهة، إضافة إلى خطاب هنية الذي حمل في طياته رسائل مهمة لأطراف متعددة أبرزها الاحتلال الإسرائيلي.
ونقلت القناة الثانية العبرية عن مصادر فلسطينية قولها: إن حوالي نصف مليون من سكان قطاع غزة شاركوا في احتفال حركة حماس في ذكرى انطلاقتها الـ31 على أرض الكتيبة غرب مدينة غزة.
وأضافت القناة أن كتائب القسام سيّرت عددًا من طائرات الاستطلاع زعمت أنها سيطرت عليها من جيش الاحتلال.
قوة القسام
المختص في الشأن الإسرائيلي د. عمر جعارة، ذكر أن الإعلام العبري ركّز على ثلاث نقاط بارزة خلال مهرجان الانطلاقة.
وقال جعارة لصحيفة "فلسطين": إن وسائل الإعلام العبرية تناولت بشكل كبير الحشد الجماهيري الكبير الذي حضر الانطلاقة، ما يدلل على زيادة شعبية المقاومة في قطاع غزة.
وأضاف أن هذه الحشود دفعت الاحتلال للتثبّت أنه لن يستطيع التغلب على المقاومة في غزة، في ظل الحاضنة الشعبية التي تحميها.
والنقطة الثانية، بحسب جعارة، فإن التلفزيون العبري بث صورًا لصواريخ الكورنيت والمضادات للدروع التي ظهرت مع عناصر القسام خلال المهرجان، وهو ما استنتجت (إسرائيل) من خلالها أن المقاومة تمتلك المزيد من الأسلحة المتطورة القوية.
أما النقطة الثالثة، فقد ركّزت على تصريحات هنية حول فشل العملية الأمنية للقوة الخاصة الإسرائيلية التي تسللت إلى مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وما تملكه القسام في جعبتها من كنز أمني حولها، وفق جعارة.
وبيّن أن تخصيص هنية مساحة واسعة للحديث عن مقاومة الضفة الغربية المحتلة في الآونة الأخيرة، أوصل رسالة تحدٍّ قوية لـ(إسرائيل)، وأنه بإمكان مقاومي الضفة مجابهة الاحتلال، مستدلًا على ذلك بما قاله رئيس أركان جيش الاحتلال غادي أيزنكوت إن الضفة جمر تحت الرماد.
ويتفق مع سابقه الباحث في الشأن الإسرائيلي حاتم أبو زايدة، حيث أشار إلى إقرار الاحتلال بأن حماس في غزة قوية ولا تزال تتمتع بشعبية كبيرة.
وذكر أبو زايدة لـ"فلسطين" أن الاحتلال تحدث بشكل موسع عن الالتفاف الشعبي حول حماس رغم الحصار والتهديدات التي تعيشها منذ سنوات عدّة، والتضحيات التي قدمها الفلسطينيون في مسيرة العودة وكسر الحصار.
وعن خطاب هنية، فإن بعض وسائل الإعلام العبرية حاولت عدم الحديث عنه، بهدف عدم التأثير على معنويات المجتمع الإسرائيلي، خاصة بعد فشل القوة الإسرائيلية الخاصة في تنفيذ مهمتها بخانيونس.
وبيّن أن الإعلام العبري يحاول دائمًا التقليل من حجم إنجازات المقاومة في غزة، وإظهار أن ما جرى مع القوّة الخاصة في خانيونس هو مجرد خلل بسيط.
السيناريوهات المحتملة
وفي ظل ما أبداه الإعلام العبري من اهتمام بانطلاقة حماس، فإن التساؤل الأبرز هو: ما هي السيناريوهات المحتملة التي قد يُقدم عليها الاحتلال خلال المرحلة المُقبلة؟
وأجمع المحللان على أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يتعرض لحملة انتقادات وتحريض واسعة من بعض القادة والمجتمع الإسرائيلي خاصة بعد السماح بدخول الأموال القطرية إلى قطاع غزة.
وأوضحا أن اليمين الإسرائيلي يعتقد أن إجراءات نتنياهو عززت قوة حماس وهو ما تجسد خلال المهرجان، وهو ما يجعلهم يخشون ردة فعل المقاومة، حال اندلاع أي مواجهة عسكرية قادمة.
ولم يستبعدا أن يُقدم الاحتلال على جولة تصعيد أخرى في المرحلة القادمة، بهدف إرجاع ما يُسمى بقوة الردع.
تجدر الإشارة إلى أن حماس نظمت مهرجان الذكرى الـ31 لانطلاقتها، أول من أمس، بحضور والتفاف شعبيين كبيرين.