قال أهالي الضفة الغربية والقدس المحتلتين: إن رسائل انطلاقة حركة حماس الـ31 خلال مهرجانها الكبير في قطاع غزة رفعت معنوياتهم، مؤكدين أن مقاومة الضفة لن تنطفئ.
وبدا على طلبة الكتلة الإسلامية في الجامعات الفلسطينية الأكثر ملاحقة من قوات الاحتلال وأجهزة أمن السلطة، تفاعلهم الملحوظ مع المهرجان منذ لحظة انطلاقه وحتى ختامه، وهو ما أكده الطالب في جامعة خضوري عزام عمر.
يقول: "تابعت المهرجان مع أصحابي وكنا في غاية السعادة، لم نتحرك من أمام الشاشة حتى لا يفوتنا أي مشهد، فكل المشاهد كانت فيها العزة والقوة، منها الجوقة العسكرية والطائرات التي استولت عليها المقاومة في مسيرات العودة".
وتابع: "تمنينا لو كنا معهم، شعرنا جميعا بالفخر لأننا أبناء كتلة إسلامية من حصاد حركة حماس العظيمة، وقد نسينا أيام الاعتقال والملاحقة من الاحتلال وأجهزة السلطة، فهذه المشاهد مسحت كل آثار الألم والعذاب".
في حين يرى الطالب الجامعي حسن صدقي من كلية العلوم التربوية، أن مهرجان حماس "قطع كل مزاودات الطابور الخامس"، فأكدت الحركة مجددًا الثوابت، وقدمت خطابًا وسلوكًا يعززان كل نقاط القوة بهدف حماية مقدرات الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن المهرجان ترك أثرًا كبيرًا في طلبة الجامعات، وأسكت الألسن التي تتهم حماس بأنها باعت دماء الشهداء بالدولار والسولار "وارتمت" في حضن الأعداء، فرسائل المهرجان وصلت إلى قلوب وعقول أهل الضفة والفلسطينيين أينما وجدوا مباشرة.
ويقول التاجر المقدسي محمد بيضون لصحيفة "فلسطين"، إنه شاهد الفرحة على وجوه أهالي القدس الذين تحلقوا حول الشاشات لمشاهدة المهرجان في غزة.
ويضيف بيضون الذي يعايش اعتداءات المستوطنين في القدس المحتلة يوميًا، أن جنود جيش الاحتلال كانوا يمرون وينظرون بغضب شديد مع محاولتهم إشغال التجار بإجبارهم على إدخال البضاعة وعدم عرضها أمام المحل، مشيرًا إلى أن قسما من التجار والعاملين كانوا ينشغلون بالمهرجان، وقسما آخر انشغل مع الجنود.
وتمم قوله: "كان الصغار يعايرون الجنود بصوت عالٍ: (ليخ لعزة) أي اذهب إلى غزة، ويرفعون صوت أناشيد المقاومة".
معانٍ وطنية
و عدّ النائب في المجلس التشريعي فتحي القرعاوي خطاب رئيس الحركة إسماعيل هنية "جامعًا ووحدويَّا بمفرداته التي حملها لعموم الشعب الفلسطيني من خلال رسائل الوحدة والحفاظ على الثوابت ولفظ الانقسام والدعوة إلى رص الصفوف، والتمسك بخيار المقاومة والذهاب إلى تجديد كل المؤسسات بالانتخابات الشاملة".
وأكد أن لغة الخطاب للاحتلال الإسرائيلي "واحدة لا لبس فيها ولا تحتمل التأويل برفض صفقة القرن مع مرور عام على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وتأكيد أن قضية اللاجئين ثابت غير قابل للتفاوض، ورضوخ الاحتلال لصفقة تبادل مع المقاومة أمر سيتحقق".
وقال النائب عن محافظة طولكرم: "انتاب كل من شاهد المهرجان شعور الفخر والاعتزاز بأن قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 12 عاما الذي تصدى لثلاث حروب عدوانية ما زال يراكم القوة والمنعة".
في حين يرى النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة في الحضور الشعبي الملفت في مهرجان حماس الذي جمع الأطياف السياسية الفلسطينية كافة، أنه نجاح منقطع النظير، واصفا خطاب هنية السياسي بأنه "شامل ودافع للمّ الشمل الفلسطيني".
وذهب إلى القول: "ظهرت المقاومة بشكل لافت ومرعب للاحتلال، فالشعب الفلسطيني لديه أوراق كثيرة يستطيع استخدامها في الظروف كافة"، منبهًا إلى أن قطاع غزة أثبت للقاصي والداني أن سياسة الحصار السياسي والاقتصادي الإسرائيلي لم تؤتِ أكلها، وأن الشعب نفض الغبار عن كاهله ويتمسك بالمقاومة ويقبض على الجمر ليحتضنها ويحول دون المساس بها.
ومضى يقول: "ما شاهدته من افتخار الشعب الفلسطيني بالمقاومة وما باتت عليه اليوم يفوق الخيال والتصور، لمست تنظيما وجهوزية عاليين، مع قدرة المقاومة على تأمين وسائل قتالية متطورة في ظل حصار لا تتحمله دول كبيرة لديها إمكانات تفوق بمئات الأضعاف ما لدى غزة".