على كرسيٍّ متحرك يجلس الشاب محمد العامودي ذو السبعة عشر عامًا، مُمَدِّدًا قدميه المصابتين على قطعة معدنية ملتئمة مع الكرسي في ساحة الكتيبة غرب مدينة غزة، مؤكدًا من خلال مشاركته في الذكرى الـ31 لانطلاقة "حماس" التفاف الشعب الفلسطيني حول المقاومة.
وقال العامودي وهو أحد جرحى مسيرات العودة: "كلنا مع المقاومة، فالأعداد الكبيرة التي خرجت اليوم هي تأكيد على تبني الشعب الفلسطيني لهذا الخيار".
ووجه العامودي وهو من سكان حي الشيخ رضوان بغزة، رسالة إلى كتائب القسام، قائلًا فيها: "أنتم على حق وكلنا معكم"، داعيًا أهالي الضفة إلى اعتماد لغة المقاومة المسلحة كخيار وحيد مع الاحتلال.
وشدد المصاب بقدمه في مسيرات العودة محمد صبح (20 عامًا) من مخيم النصيرات، وهو ممسكًا بعكازيه اللذين يعينانه على حركته، أن المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، ليست إرهابية بل وجدت للدفاع عن الوطن وتحريره من الاحتلال.
وأضاف صبح أن الإرهاب الحقيقي هو المحتل الذي يقترف أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، مشددًا في الوقت ذاته على أن احتلال فلسطين "لن يطول ما دام هنالك عرق فلسطيني ينبض".
وتابع صبح في حديثه مع صحيفة "فلسطين"، أن ما ارتكبته الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في الضفة الغربية قبل أيام "شيء مخزٍ" خاصة اعتداءهم على النساء ووصفه بـ"العمل التخريبي".
ودعا صبح أهالي الضفة الغربية إلى الانتفاضة والثورة والمزيد من العمليات الاستشهادية في وجه المحتل، ورفض من يعاونه في اعتقال شباب المقاومة.
ومن جانبه دعا الجريح محمد الظاظا السلطة برام الله إلى الرجوع إلى حضن الشعب وتبنّيها خيار المقاومة بعيدًا عن "المفاوضات العبثية"، واصفًا ما تقوم به من تسليم المقاومين في الضفة بـ"الخيانة".
وتابع: "يجب على السلطة الفلسطينية أن تقوم بتنسيق الجهود الفلسطينية، ودعم جهود أبطال الضفة في عملياتهم والعمل على توفير الحماية لهم بدلًا من تسليمهم"، مؤكدًا "أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".
وأكد الظاظا لمراسل صحيفة فلسطين، أن حجم المشاركين في مهرجان انطلاقة حماس أمس "أكبر دليل على أن الشعب مع مقاومته، وأنه على استعداد تام لتقديم كل ما يملك من أجل وطنه"، مشيرًا إلى صمود الشعب وتضحياته الكبيرة.
وطالب الظاظا الحكومات العربية بالعمل على دعم القضية الفلسطينية وتجنب التطبيع مع الاحتلال، مناشدًا العالم أجمع بالنظر إلى أحوال قطاع غزة المأساوية وإزالة الاحتلال الإسرائيلي.
رغم إصابته في مسيرات العودة التي تسببت بملازمته لكرسيه المتحرك، وبصوته الضعيف المتقطع، شدد شاكر السايس (23 عامًا) على مشاركته المستمرة في مسيرات العودة وانطلاقة حماس "لأجل أن يصل صوت فلسطين للعالم".
وأكد السايس في أثناء حديثه مع مراسل "فلسطين" في ساحة الكتيبة، المطالب المستمرة لأهالي قطاع غزة وهي كسر الحصار وضمان حرية التنقل من المعابر، وتحسين الوضاع الاقتصادية فيه.
وشدد السايس على وحدة الشعب الفلسطيني مهما كثرت الحواجز وبعدت المسافات، مطالبًا أهل الضفة بالمزيد من العمليات التي توجع الاحتلال وتزرع في قلبه الرعب.
من جانبه أكد وسيم أبو عجوة (18 عامًا) من مخيم النصيرات في أثناء جلوسه مع مجموعة من أصدقائه الذين أصيبوا في مسيرات العودة، رفضه التام لكل المحاولات التي تضع المقاومة الفلسطينية في خانة الإرهاب.
ودعا أبو عجوة الشعوب العربية إلى اتخاذ خطوات عملية تساند الشعب الفلسطيني بعيدًا عن الخطابات التي "لا تنفع"، من خلال إقامة المسيرات الاحتجاجية وتقديم الدعم اللازم لفلسطين.
وحذّر أبو عجوة بنبرة غاضبة في حديثه مع مراسل صحيفة "فلسطين"، حكام العرب من خطوات التطبيع التي يقومون بها مع الاحتلال الإسرائيلي، داعيًا إياهم إلى العمل على دعم القضية الفلسطينية، لأنها قضية عربية لا تختص بفلسطين وحدها.