توشحن بالرايات الخضراء، وفي كل أجراء أرض الكتيبة وسط مدينة غزة انتشرن مجتمعات من كل محافظات القطاع، يصدحن مرددات شعارات تدعم المقاومة، حرصن على الحضور لأنهن يوقن أن مشاركتهن هي بمثابة استفتاء على مقدار الحاضنة الشعبية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وفي ذكرى انطلاقة حماس 31، كان للمرأة الغزية حضورا لافتا في المهرجان بجانب شريكها الرجل، يرددن الجميل لجنود المقاومة الذين ضحوا بأرواحهم لمنع جنود الاحتلال الاسرائيلي و موساده من اختراق غزة.
رد الجميل للمقاومة
على كرسي اسمنتي خلف منصة الاحتفال جلست "أم صالح" تأخذ قسطا من الراحة، هربا من الازدحام الشديد في أرض الاحتفال، لأنها مصابة بمرض ضغط الدم والقلب.
رغم عناء المرض وتأثرها بالازدحام ومجيئها من مخيم المغازي آثرت على المشاركة في الاحتفال بذكرى الانطلاقة برفقة ابنتها وحفيدها، تقول : "حضوري بدافع وطني بحت، حيث لا أنتمي لأي فصيل فلسطيني، وإنما أنتمي لكل المقاومة الفلسطينية باختلاف أطيافها".
وتضيف أم صالح لـ"فلسطين" : "في الثامنة صباحا حضرت إلى الكتيبة أي قبل بدء المهرجان بأربع ساعات، ومجرد سماعي لأناشيد المقاومة أشعر بنشوة الانتصار وأنسى آلامي، أعتز وأفخر بالمقاومة فلولها لأعاد الاسرائيليون احتلالهم للقطاع ".
وتواصل : " المقاومة هي الظهر الذي يحمينا الاحتلال، ومشاركتي في مهرجان ذكرى انطلاقة حماس يأتي رد جميل وتحية لما فعلته في كشف خلية الموساد الاسرائيلي في عملية حد السيف، كما أشارك في مسيرة العودة وكسر الحصار كل جمعة".
التفاف شعبي
وبجوارها جلست أم أحمد 51 عاما تحمل حفيدها الذي لم يتجاوز العام قاصدة أرض الكتيبة من مدينة خانيونس، للانضمام إلى الحشود الهادرة التي ملئت المكان، لتغيظ الاحتلال برؤية الآلاف التي تقف خلف المقاومة.
وتقول أم أحمد لـ"فلسطين" : "ذكرى الانطلاقة 31 ليست كسابقاتها، لأنها تأتي في ظل زخم شعبي يشارك في مسيرات العودة من ثمانية أشهر، وكذلك بعد كشف خلية الموساد وردود المقاومة الموجعة ضد أهداف اسرائيلية، وحضور هذه الحشود دليل على الالتفاف الشعبي حولها".
وتردف : "حماس وكتائبها لو أتيح لهم المجال للعمل المقاوم في الضفة الغربية دون ملاحقة الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة لهم، لتمكنوا من تحرير القدس".
تأييد المقاومة
فيما تبين أم محمد ثابت 62 عاما من دير البلح، أن مشاركتها في احياء ذكرى الانطلاقة 31 يأتي دعما للمقاومة التي يحاول بعض العرب "شيطنتها" ومحاصرتها بقرارات أمريكية واهية.
وتقول ثابت لـ"فلسطين" : "كنت أنتظر إقامة مهرجان الانطلاقة بفارغ الصبر لأرى ما ستكشف عنه المقاومة التي أثلجت صدورنا بعملية حد السيف الأخيرة التي استشهد فيها نور بركة، تأييدا للمقاومة وكل عمل مقاوم يفرحنا".
وفي هذا العام زاد التضييق المالي والاقتصادي على قطاع غزة والبعض راهن أن الشعب بات يبحث عن لقمة العيش ونسي مقاومته، تؤكد ثابت أن الفلسطينيين أصحاب مبدأ تأييد المقاومة، وصعوبة الوضع الاقتصادي لن يجعلها تتخلى عن مبدأها هذا.
نصرة حماس
لم يمنع نهيل صالح مرضها بالسكري والضغط من الحضور مع أبنائها وأحفادها للمشاركة في الاحتفال، بل وأصرت على الحضور باكرا لتحجز كرسي في الصفوف الأمامية لتشاهد فقراتالاحتفال عن قرب.
تقول صالح 53 عاما : "في كل ذكرى انطلاقة أشارك محبة وانتماء لحماس، وهناك مثلي الكثير أتوا لنصرة الحركة وكسر الحصار".
قطع حديثنا فتيان من الكشافة يحملون مجموعة من البالونات علقت بها صور الشهداء الذين ارتقوا في مسيرة العودة على طول الشريط الحدودية الشرقي للقطاع.
وتلفت إلى أن ذكرى تأسيس حركة حماس 31، تأتي بعد الجهود التي حققتها مسيرة العودة رغم الشهداء، فإنها كسرت عين جيش الاحتلال، وحققت أمن واستقرار القطاع.
وتشير صالح إلى أن توافد الجماهير للمشاركة في المهرجان يوصل رسالة للاحتلال بأنك مهما قتلت، وهمدت البيوت، لن تخضع ولن تكسر الفلسطينيين، لأنهم لن يحيدوا عن تحرير القدس وكامل تراب الوطن.