فلسطين أون لاين

​تضحيات حماس تتعاظم في الضفة الغربية رغم "فكيْ الكماشة"

...
صورة أرشيفية
رام الله/ طلال النبيه:

لم يكن المشهد مُرْضيًا لأحرار فلسطين، والفصائل والقوى الوطنية والإسلامية، بعد اعتداء أجهزة أمن السلطة على عشرات المواطنين المشاركين في مسيرات الوفاء للمقاومة في مدينة الخليل أول من أمس، بعد استشهاد المقاوميْن أشرف نعالوة وصالح البرغوثي.

بالهراوات وقبضات الأسلحة، هاجم المئات من عناصر أمن السلطة المدججين بالسلاح المسيرة؛ في أزقة منطقة مسجد الحسين، في الخليل، وقاموا بضرب المشاركين والتنكيل بهم، مسطرين بذلك حالة غير وطنية بانتهاكها للحريات العامة، ومنع مساندة أي عمليات للمقاومة ضد الاحتلال.

الحالة السابقة، توثق وتجسد المشهد في الضفة الغربية المحتلة، والمعاناة التي تتصدى لها حركة حماس بكل قوتها، لاستمرار جذوة المقاومة للاحتلال ومستوطنيه، طيلة 31 عامًا من تأسيسها، عبر احتضانها وتبنيها للنهج المقاوم برفقة فصائل وطنية وأجنحة عسكرية تقاوم الاحتلال.

منع واجتثاث!

النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس فتحي القرعاوي، أكد أن المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، تعيش مرحلة المنع والاجتثاث، وتواجه صعوبات ومعوقات كبيرة، في العمل المقاوم، مؤكدًا أن أصحاب الفكر المقاوم يحافظون على الثوابت ويواجهون مخططات تصفية القضية الفلسطينية.

وقال القرعاوي في حديث لـصحيفة "فلسطين" إن حركة حماس تعيش في ذكرى انطلاقتها الـ31 ظروفًا صعبة، رسمها قمع أجهزة أمن السلطة لمسيرات إحياء انطلاقتها في نابلس والخليل، مضيفًا: "هذه الصورة للأسف الشديد صورة اللون والفكر الواحد، الذي لا يريد أن يرى غيره".

المبادرة في المقاومة

وأوضح النائب عن حركة حماس، أن حركته تعمل على عدم الاصطدام بالجهات الصدامية التي تريد أن تفجر الساحة الفلسطينية، وعاشت في وجدانها وفي قلبها وضميرها الدعوة والعمل المقاوم، واصفًا ما جرى من اعتداءات أول من أمس بالمؤسفة والمؤلمة.

وقال: "هذا الحدث ينساق على كل الوضع في الضفة الغربية، وما يحياه أبناء الدعوة والحركة الإسلامية"، مشيرًا إلى أن حماس صاحبة الهم الوطني، والمبادرة في المقاومة التي تطورت من الدعوة ثم الحجر ووصلت إلى ما وصلت إليه.

فكّا كماشة!

وأضاف القرعاوي: "الاحتلال مرحلة عابرة وهناك رجال صادقون يقفون أمام المشروع الصهيوني والاستيطاني الذي يتطور يومًا بعد يوم، ويقدمون التضحيات لأقدس قضية على الأرض"، مشددًا على أن حركة حماس تعيش مأساة عظيمة بين فكي كماشة تتمثل بالاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية.

وقال القرعاوي: "هناك محاولات كبيرة وعظيمة لاجتثاث الحركة والعمل المقاوم، وحماس تعيش مأساة عظيمة وكبيرة"، مشيرًا إلى أن التطور الذي وصلت إليه حماس، يؤكد انحيازها لقضيتها؛ ولشعبها وأمتها؛ حتى تصل إلى ما تصبو إليه، وفق قوله.

أما الناشط السياسي، ياسين عز الدين، وفي منشور له عبر "فيسبوك" عنونه بـ"انطلاقة حماس في الضفة: الحق ينتزع ولا يوهب"، قال: "إن حركة حماس أحيت انطلاقتها في الضفة الغربية بعمليات مسلحة أطاحت بمعنويات المستوطنين، وهزت ثقتهم بنتنياهو وسائر قادتهم".

وقال: "كما خرجت مسيرات في نابلس والخليل، وقمعتها الأجهزة الأمنية التي كانت مختبئة وقت اعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين، وخرجت رغم حملة الاعتقالات الواسعة التي شنها الاحتلال وأجهزة أمن السلطة خلال الأيام الماضية".

وأضاف: "في الخليل خرجت النساء وتصدين لأجهزة أمن السلطة بشجاعة ورباطة جأش، رغم أن الاحتلال شن حملة اعتقالات في صفوف نساء الخليل قبل أشهر قليلة، وحاول ردع النساء عن المشاركة في مقاومة الاحتلال وأذنابه، لكن ذهبت كل جهوده أدراج الرياح".

وأضاف: "هذا القمع الممنهج مصيره إلى الفشل والسقوط المدوي ما دام هنالك رجال ونساء ثابتون على الحق لا يخشون في الله لومة لائم".

وفي رصد لأبرز الانتهاكات التي نفذتها أجهزة السلطة خلال نوفمبر الماضي، قالت لجنة أهالي المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية إنها أحصت 251 انتهاكًا، تركزت ضد المواطنين والنشطاء النقابيين الرافضين لقانون الضمان الاجتماعي، منها 64 اعتقالًا سياسيًّا و51 استدعاء، و92 حالة احتجاز، وأنواع أخرى من انتهاكات الحريات، فضلًا عن مصادرة ممتلكات ومحاكمات تعسفية.