قائمة الموقع

"الجوقة العسكرية".. فن جهادي يحمل رسائل لأطراف عدّة

2018-12-16T07:17:21+02:00
صورة أرشيفية

اعتادت حركة حماس استعراض جُملة من المفاجآت للجمهور الفلسطيني خلال احتفالات انطلاقاتها، كان آخرها العرض الذي قدّمته الجوقة العسكرية التابعة لكتائب القسام في ذكرى الانطلاقة الثلاثين للحركة العام الماضي.

كانت تلك الفقرة بمنزلة تشويق وإثارة لجموع المشاركين في الحفل السنوي بعد العرض الذي قدّمته ونال إعجاب الجميع، وهو ما جعل كل الفلسطينيين في القطاع يتساءلون عما ستحمله الجوقة في جعبتها اليوم في انطلاقة الحركة الـ31.

وفي تقرير نشرته كتائب القسام عبر موقعها الرسمي، قالت فيه: إن إعلام القسام خاض عام 2015م تجربة جديدة في مجال جديد أثبت نجاعته على مر التجارب الجهادية المختلفة، في شحذ الهمم ورفع المعنويات وتثوير الجماهير بل وإغاظة العدو وتحطيم معنوياته، وقد تمثلت هذه التجربة بتأسيس "الجوقة العسكرية".

وذكر التقرير أن هذا اللون من ألوان المقاومة ليس شيئًا مبتدعًا بل هو متأصل في موروثنا الإسلامي والوطني وفي تجارب حركات التحرر في مختلف بقاع العالم.

وأشار إلى أن قيادة دائرة الإعلام العسكري ارتأت أن تخوض هذا الغمار وتغزو المجال بكل قوة، ليكون للقسام بصمته المميزة وإضافته النوعية ومذهبه الخاص في مجال الفن الجهادي المقاوم.

وبحسب التقرير فقد صدر عن الجوقة العسكرية منذ انطلاقها عددٌ من الأعمال كما ظهرت في عددٍ من الاحتفالات والمناسبات إلا أن ظهورها الأبرز كان في ذكرى انطلاقة حماس الثلاثين عام ٢٠١٧م.

وظهرت الجوقة في حفل الانطلاقة الـ30 بلباسٍ عسكريٍ موحد، يحملون السلاح بأيديهم وعلم فلسطين على صدورهم، وألوان التمويه العسكري تخفي ملامح وجوههم، ووجهت خلالها رسائل تهديد ووعيد للعدو الصهيوني، وقدمت لوحة فنية مميزة بعنوان "غضب السماء".

ومن المتوقع أن تُقدم الجوقة العسكرية استعراضًا قويًّا يحمل في ثناياه رسائل عدة لأطراف داخلية وخارجية، والكشف عن إنجازات كتائب القسام، خلال تصديها للعدوان الإسرائيلي على القطاع منتصف شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحسب مراقبين.

ويُعرف عن الجوقة العسكرية، أنها قالب فني يحمل رسائل سياسية موجهة لأطراف عدّة، منها الحاضنة الشعبية في فلسطين، ومناصري المقاومة في شتى أماكن وجودهم، إضافة إلى العدو الإسرائيلي.

وتتميز الجوقة بأنها أسلوب جديد يجمع بين الحياة العسكرية التي تتسم بالقوة والصرامة، والجمال والأدب والفن، فيما يدلل وجود "علم فلسطين" في لباسها، على أنها "مقاومة وطنية".

ومما لا شك فيه أن الجوقة ستتضمن أفكارًا مميزة في هذه الانطلاقة، خلافًا للعام الماضي، والتي تتمثل بزيادة أعداد عناصرها، واستخدام أصناف عدّة جديدة من الأسلحة المتطورة.

ومن بين الإنجازات المقاومة التي ستذكرها الجوقة خلال عرضها العسكري في احتفال الانطلاقة، هي عملية "حد السيف" التي كشفت خلالها عن جزء من ملابسات عملية أمنية فاشلة نفذتها قوات إسرائيلية خاصة، شرق خانيونس جنوب القطاع، وصولًا للحديث عن استقالة وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان، عقب هزيمة (إسرائيل) في التصعيد الأخير في غزة الذي استمر يومين.

وستختم الجوقة العسكرية عرضها، بتوجيه رسالة للمشاركين والشعب الفلسطيني عامة، أنها تعاهدهم بمزيدٍ من التحدي والصمود والبطولات ضد العدو الإسرائيلي.

ويقول المحلل السياسي محمود مرداوي: "ما ستحمله الجوقة العسكرية اليوم، هو استمرار للرسائل التي أرسلتها العام الماضي، والتي تضمنت زرع القيم والمفاهيم في المقاتل القوي".

ويوضح مرداوي لصحيفة "فلسطين"، أن الرسائل تحمل في طياتها الصمود والدفاع عن الوطن والتضحية، والمقاتل الذي ترعرع على حب القدس والعمل من أجل أسر جنود الاحتلال، لإبرام صفقة مشرفة في المرحلة القادمة.

ويبيّن أن الجوقة تُظهر حجم التناغم والتكامل بين الكلمة والمشهد والايقاع في رسائل تؤدي دورًا حضاريًّا سياسيًّا شموليًّا، أن الحركة وكتائب القسام ليست منفصلة عن كل جوانب الحياة.

وبحسب مرداوي، فإن الجوقة سترسل رسالة مهمة خلال الانطلاقة الـ31، مفادها "آن الأوان لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ترجمة للوعود التي قطعتها حماس على نفسها".

ويُضيف أنها ستُعرج على حُب المجاهدين للقدس والاستعداد للتضحية من أجلها، إضافة إلى رسائل الشكر والثناء للشعب الفلسطيني الذي قدّم خيرة أبنائه في المعركة مع الاحتلال.

وختم مرداوي حديثه: "سيُشارك في الجوقة عدد كبير من العناصر، وسيتخللها مشاهد مثيرة تجعل المشاهد أكثر ارتباطًا وإيمانًا بما هو آتٍ لفلسطين وتحريرها".

اخبار ذات صلة