فلسطين أون لاين

كيف ينجح "المغتربون" في تكوين صداقات بالخارج؟

...
صورة تعبيرية
غزة - مريم الشوبكي


أن يُفرض عليك أو تختار طواعية العيش في بلد آخر، فإنك أول ما تبحث عنه تكوين صداقات تؤنس غربتك وكما يُقال: "الجنة من دون ناس ما بتنداس"، فلا تستطيع أن تبقى منعزلًا عن الآخرين فقط لأن ثقافتهم وعاداتهم بعيدة عنك.

طرق التعارف على أناس جدد في الخارج تتعدد؛ وإن أجمع البعض على أن هناك صعوبة في تكوين هذه الصداقات، ويميلون على الأغلب إلى التعرف على جالياتهم المغتربة في ذات البلد.

علياء شحيبر من مدينة غزة, تزوجت وانتقلت للعيش مع زوجها في إمارة أبو ظبي حيث مكان عمله، بُعدها عن عائلتها الذي ترك فراغًا في حياتها جعلها تبحث عن من يملأ عليها وحدتها في بلدٍ لا تعرف فيه أحدًا.

تقول شحيبر لـ"فلسطين": "أثناء ذهابي للحديقة للتنزه تعرفتُ على سيدة سورية بحكم أن أطفالها يلعبون مع طفلتيّ، وكما أنني تعرفت على زوجات زملاء زوجي في العمل حيث نتبادل الزيارات".

وأشارت إلى أن هناك سبلًا للتعرف على الجالية العربية في الإمارات من خلال ارتياد المولات والمساجد والمطاعم أيضًا، وعلى الأغلب هذا النوع من التعارف يكون مؤقتًا.

أما آلاء أبو صفية عبرت عن رأيها بأن إمكانية تكوين صداقات في الغربة ضئيلة، فمعظم المغتربين الذين مضى على غبرتهم سنوات طويلة، يكتفون بمعارفهم ولا يفضلون التعرف على أشخاص جدد.

وأضافت أبو صفية لــ"فلسطين": "المغتربون الجدد حينما يسعون للتعرف على أناس جدد وتكوين صداقات لا يجدون، وإذا حدث ووجدوا من يصادقونه وأصبح بينهم تواصل؛ فإنهم بعد فترة يكتشفون أن العلاقة سطحية جدًا ولا يبادلونه الاهتمام والسؤال للاطمئنان".

واستدركت قائلة: "ولكننا نجد بعض العلاقات والصداقات تتوثق أكثر مع الجيران في نفس البناية، فتجتمع النساء دومًا في وقت عمل أزواجهن، ويلعب الأطفال سويًا".

فيما بينت هبة عمار أن مواقع التواصل الاجتماعي قربت البعيد، وسهلت التعرف على أناس جدد وتكوين صداقات معهم، مضيفة: "من خلال "جروب" للسيدات تعرفت على سيدة فلسطينية وتوطدت علاقتي بها وأصبحنا صديقتين".

فيما قالت غادة مقداد: "أغلب طرق التعارف حاليًا عن طريق فيس بوك، فبات لكل دولة ومدينة ملتقى يجمع السيدات المقيمات في ذات المنطقة، كما يتم التعارف بالطريقة التقليدية بحكم الجيرة".

وتابعت مقداد لـ"فلسطين": "من الأفضل في تكوين هذه العلاقات أن تكون سطحية وعدم التعمق بها مهما أعجب بالشخص وبحياته".

بينما تحدثت ريم أبو شعبان المقيمة في الإمارات، أن مجال التعارف الوحيد الذي اتخذته هو من خلال زوجات أصدقاء زوجها الذين تتنوع جنسياتهم ما بين الأردن وفلسطين وسوريا والعراق.

وتابعت أبو شعبان لـ"فلسطين": "العائلة في دولة الإمارات لها "جروب" على "واتس آب"، ومن خلاله تعرفت على صديقة تقيم مثلي في عجمان، كما أننا من خلاله نتناقل أخبار بعضنا والتخطيط لزيارات أو رحلات تنزه مثلًا".

وفي معرض ردها على سؤال ما إذا كانت هذه الصداقات كافية وقوية لتخرجها من حالة الوحدة التي تعيشها في الغربة، أجابت: "ليس كذلك تمامًا، فالوضع هنا مختلف وليس مثل غزة، فالجميع هنا مشغولون في وظائفهم وأعمالهم، لذا فليس هناك متسع من الوقت للتزاور أو الخروج للترفيه والتنزه مثلًا".

وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مجموعات أو ملتقيات، يقوم بإنشائها أشخاص بهدف جذب الجاليات العربية في الدول العربية أو حتى الغربية، بهدف التعارف والتواصل وتكوين أصدقاء جدد، وتبادل الخبرات وتجارب الحياة وسبل التعايش فيها.