تحتفل جماهير حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالذكرى الحادية والثلاثين لانطلاقة الحركة. الانطلاقة الأولى كانت مع بواكير انتفاضة الحجارة. انتفاضة الحجارة كانت انتفاضة شعبية حقيقية، واجه فيها الحجر الرصاصة، وتقدم فيه النضال الشعبي واسع النطاق على الاحتلال، وكان لحماس نصيب كبير في إشعال هذه الانتفاضة، وفي انتشارها في غزة والضفة. الانتفاضة رسمت طريق الأمل للشعب، من خلال الحجر، ثم من خلال البندقية عندما كان الرصاص لازما.
انتفاضة الحجارة كانت طريق الشعب لإزالة الاحتلال، حتى جاءت مفاوضات أوسلو الخبيثة ووضعت نهاية حزينة لانتفاضة الحجارة. لم تستطِع دبابة المحتل أن تهدم الانتفاضة، واستطاع قلم المفاوض الفلسطيني هدمها لصالح المحتل جهلا أو مكرا. ولكنه فشل في هدم روح المقاومة التي تجددت في انتفاضة الأقصى بعد ذلك.
لقد تمكنت انتفاضة الحجارة من إجبار العدو على الخروج من غزة، وأجبرته على وقف الاستيطان في الضفة، وكانت حماس رأس الحربة في مدافعة العدو، ومعاقبته على قتله للمدنيين، من خلال العمليات الاستشهادية التي جاءت لاحقا، بسبب غياب العدل الدولي، ومواصلة العدو لانتهاك القانون الإنساني.
ليس بمكنة أي مؤرخ أن يتجاوز دور حماس في تفجير الانتفاضة، وفي نشرها في الضفة وغزة، وليس بمكنة أحد أن يتجاوز تضحيات جماهير حماس، وليس بمكنة أحد أن ينسى أحمد ياسين، وعبد العزيز الرنتيسي، وإبراهيم المقادمة، ومن كانوا حولهم، في ذلك الزمن الذي حسب فيه المحتل أن الفلسطيني استسلم للأمر الواقع، وبات يبحث عن المال والطعام والوظيفة، ونسي القدس وفلسطين.
لقد تمكنت حماس من إعادة الوعي الوطني لجماهير الشعب المحتل، وقادته إلى مواجهات يومية مع المحتل، وحرمت العدو من الراحة، ومن الشعور بالنصر. حماس والانتفاضة أعادتا الأمل في الحرية والتحرير لكل بيت فلسطيني في الداخل والخارج، وقالتا للعدو: الاحتلال باطل، والباطل زاهق لا محالة. ومن لا يحب صعود الجبال يعِش بين الحفر. وإذا كانت النفوس كبارًا تعبت في مرادها الأجسام. كانت الانطلاقة كبيرة، وكان زمن الشهادة مديدًا حتى وصلنا إلى الحادي والثلاثين، وما زال في العمر بقية، وفي القوس منزع، لمن يطلب الحرية.