فلسطين أون لاين

​هجمات إسرائيلية طالت عشرات المواقع الإخبارية

اختراق المواقع..حملة جديدة لمحاربة الإعلام الفلسطيني

...
قوات الاحتلال تسعى لحجب الرواية الفلسطينية
غزة - يحيى اليعقوبي

بكل الطرق يسعى الاحتلال لإسكات الحقيقة وتغييب الرواية والصورة الفلسطينية على جميع المستويات، خاصة في الفضاء الإلكتروني الذي بات يؤثر في الرأي العام الدولي، فبعد حجب صفحات إخبارية فلسطينية على شبكات التواصل الاجتماعي، شن الاحتلال حملة لاختراق عشرات المواقع الإخبارية الإلكترونية الفلسطينية، في استهداف جديد بمشاركةٍ وتواطؤ هذه المرة من الشركات المستضيفة.

وذكر مركز فلسطيني مختص بشؤون الإعلام الاجتماعي، أن عشرات المواقع الإلكترونية الفلسطينية تعرّضت لمحاولات اختراق من قبل جهات إسرائيلية، أول من أمس.

أوضح مركز "صدى سوشيال" في بيان له، أن من بين المواقع التي تعرضت للاختراق؛ موقع وكالة "صفا" الإخبارية، ووكالة سما، ووكالة "الرأي"، وموقع "الجبهة الشعبية"، وموقع حركة "حماس"، ووكالة الهدف الإخباري، وموقع "قناة فلسطين اليوم"، ووكالة "فلسطين الآن"، وموقع "قناة الأقصى"، وموقع "إذاعة الأقصى".

ويرجح المركز أن يكون سبب الاختراق هو نشر صور الوحدة الإسرائيلية الخاصة التي اقتحمت قطاع غزة مؤخرًا ضمن عملية استخبارية.

هجمة شرسة

مدير مكتب صدى "سوشيال" في الأراضي الفلسطينية إياد الرفاعي، عدّ الشركات المستضيفة للمواقع الإلكترونية شريكة مع الاحتلال في هذه الهجمة ضد المحتوى، مشيراً إلى أن الهجوم الذي تم ضد المواقع الإخبارية ليس الأول، وسبقته محاولة أخرى قبل بضعة أيام.

ولفت الرفاعي في حديثه مع صحيفة "فلسطين" إلى أن الشركات المستضيفة تعمدت إتاحة بعض الثغرات للاحتلال الإسرائيلي لاختراق المواقع الفلسطينية بتقديم بعض التسهيلات، مبينًا أن توقيت الهجوم الإسرائيلي على المواقع الفلسطينية جرى في ساعات الفجر، أي في أوقات يكون فيها المسؤولون عن متابعتها غير موجودين.

وذكر أن هناك طرقًا تحذر من محاولة الدخول للوحة التحكم، وأنه من المفترض أن يكون لدى الشركات المستضيفة أنظمة حماية تمنع هذا النوع من الاختراق، مستدركًا: "لكن يبدو أن الشركات قدمت تسهيلات للاحتلال نتيجة الهيمنة الإسرائيلية عليها كما حدث سابقًا مع إدارة مواقع التواصل الاجتماعي".

ورأى الرفاعي أن مستوى الرد الفلسطيني على هذه الجرائم الإسرائيلية ليس بالمستوى المطلوب، باستثناء بعض التحركات "الخجولة" من بعض المؤسسات، مشددًا على أن تقوم الجهات الرسمية ذات العلاقة بالتواصل المباشر مع منظمات دولية تعنى بالمحافظة على الحقوق الرقيمة والنشر، وإدارة مواقع التواصل الاجتماعي للإبقاء على المحتوى الفلسطيني.

وأشار إلى أن إغلاق المواقع تراوح ما بين الساعة والساعتين، وبعضها استطاع السيطرة واستعادة الوضع الطبيعي في أقل من ذلك، لافتًا إلى أن الحل الوحيد أمام المواقع الفلسطينية التي تعرضت للاختراق هي البحث عن شركات مستضيفة يمكن التواصل المباشر معها وليس من خلال وسطاء.

محاربة المحتوى المقاوم

من جانبه، يقول مسؤول التجمع الإعلامي الفلسطيني توفيق السيد سليم: إن حجب المواقع الفلسطينية يأتي في سياق محاولات الاحتلال لمحاربة المحتوى المقاوم الذي يحرض على الاحتلال ويكشف جرائمه بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

ويرى السيد سليم في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن هذه المحاولات الإسرائيلية هدفها إرهاب الإعلاميين والناشطين الفلسطينيين وتغييب الصورة والموقف الفلسطيني، بعد عملية التسلل الفاشلة لقوة إسرائيلية خاصة شرق خانيونس.

وأضاف: "هذا ديدن الاحتلال في محاولة تكميم وسائل الإعلام الفلسطينية التي عمدت لنشر الحقيقة وفضح جرائمه بحق أبناء الشعب".

وذكر أنه لولا الدور الكبير الذي يؤديه الإعلام في فضح الاحتلال ونقل الرواية الفلسطينية، وفضح جرائمه وكشف الصورة الحقيقية في كل المحافل الدولية لما رأينا هذا التغول الشديد من الاحتلال على الصحفيين والرسالة الإعلامية التي نجحت في نقل مظلومية الشعب الفلسطيني للعالم، وهذا أسهم في إحداث تغييرات في المزاج الدولي تجاه الاحتلال، خاصة في زيادة عملية مقاطعة الاحتلال.