يهددون عباس بالموت؟! المستوطنون يهددون بقتل عباس بعد العملية الفدائية الأخيرة؟! التهديد غير منطقي. التهديد عدوان قرر رياض منصور مواجهته بالشكوى للمؤسسة الدولية؟! التهديد ابتزاز لن تخضع له القيادة كما يرى رامي الحمد الله؟! اللجنة التنفيذية ستناقش التهديد في اجتماعها كما يقول مجدلاني؟! عرفات وعباس تعرضا للتهديد، كما يرى عريقات؟!
على مجتمع فصائل العمل الوطني والإسلامي الوقوف خلف الرئيس ورفض تهديدات المستوطنين. من المعيب ألّا تستنكر الفصائل هذه التهديدات بالسرعة المناسبة. الوطنية الحقيقية هي التي تتناسى الخلافات عند تعرض قيادة السلطة لخطر تهديدات المستوطنين. الوطنية الفلسطينية التي وقفت مع عرفات عند تعرضه للموت في المقاطعة، يجدر بها أن تبادر بالوقوف مع الرئيس عباس، حتى وإن اختلفت مصادر التهديد. نعم، السلطة الإسرائيلية الرسمية هي من هددت عرفات وقتلته لاحقًا، والمستوطنون هم من يهددون عباس بالقتل، لأنه يحمي الفدائيين، أو القتلة على حد تعبيرهم؟!
عباس ينفي حمايته للفدائيين، ويستنكر أعمال العنف والقتل، ولكن المستوطنين لا يصدقون مقالته، لذا يجب التخلص منه؟! عباس يرفض أن يخضع للتهديد، ويرى أنه يقوم بالجهود الأمنية المطلوبة لحماية الإسرائيليين بناء على قناعته بأن العمليات الفدائية تضر بالقضية الفلسطينية؟! التنسيق الأمني عنده مقدس. ومن يعمل على إفساد العلاقة مع إسرائيل يجب إلقاء القبض عليه، أو تسليمه لإسرائيل. قادة الأجهزة الأمنية راضون عن أداء عباس والسلطة الأمني. ما أحبطته السلطة كان بنسبة 99% أمن لإسرائيل؟!
لماذا التهديد إذًا؟! هل ثبت عند الإسرائيليين أن عباس يغض الطرف عن الأعمال الفدائية، أو أنه يلعب على حبلين كعرفات تمامًا؟! ليس لدي إجابة. ما أعرفه أن عباس غير ياسر عرفات. وما أعرفه أن المستوطنين يريدون القدس والضفة فارغة من الفلسطينيين. وما أعرفه أنه لا تعارض كبير بين دور حكومة إسرائيل، ودور المستوطنين. وما أعرفه أن الحالة الوطنية الفلسطينية ممزقة على المستوى الداخلي، وأنه بلا وحدة لن يرتدع المستوطنون، وأن مؤسسات الأمم المتحدة لا تملك آليات حماية عباس أو غيره؟! الشعب الفلسطيني فقط هو من يحمي من يحب من القادة. الشعب حق، والعمل الفدائي من آليات الحق، والتنسيق الأمني من آليات الباطل، والباطل كان زهوقًا.