فلسطين أون لاين

​المصالح قبل القيم

هل تقف (القيم) المختلفة جذريًا بين (إسرائيل) ودول الخليج عقبة أمام تطبيع العلاقات بينها، أم أن التطبيع تقوده المصالح المشتركة لا القيم المشتركة؟! (إسرائيل) دولة ليبرالية أقرب في نظامها السياسي إلى الدول الأوروبية، ودول الخليج والمملكة أنظمة ملكية مفارقة على المستوى الداخلي للنظم الغربية وللديمقراطية في الممارسة الغربية.

الجنرال يائير غولان رئيس الأركان الإسرائيلي السابق يرى فيما يصرح به نتنياهو حول علاقة التحالف مع دول الخليج والمملكة أمرًا مبالغًا فيه، وأن العلاقات القائمة الآن تستند إلى أسس غير مستقرة بسبب اختلاف القيم، وهو يرى أن الواقع في الشرق الأوسط متغير دائما، ومن ثمة يجب على إسرائيل الحذر.

نعم، من المؤكد أن القيم مختلفة بين دولة الاحتلال ودول الخليج، ولكن القيم المختلفة لا تمنع التحالف، أو تطبيع العلاقات على أسس من المصالح، فثمة تحالف بين أميركا والمملكة والخليج على أسس المصالح لا على أسس القيم. مع أن هذه المصالح المشتركة مصالح وهمية وخداعة، الدول الغربية وأميركا تقيم علاقات وطيدة مع دول استبدادية، رغم كلامها النظري عن الديمقراطية وحقوق الإنسان. أميركا تفضل الأنظمة الاستبدادية والعسكرية على الأنظمة الديمقراطية.

أميركا وإسرائيل أسهمتا بشكل مباشر في إسقاط الأنظمة الديمقراطية في الشرق الأوسط في حقب مختلفة، وكان آخرها الديمقراطية التي نشأت بموجب ثورات الربيع العربي، لذا لا قيمة معتبرة لكلام الجنرال الإسرائيلي وتحذيراته، إلا إذا فهمنا منه رغبته في توجيه دولته للعمل على تغيير القيم في دول الخليج، بما يضمن استقرار التطبيع والتحالف، لأن النظم الملكية والأسرية تخضع لمزاج الملك، والأسرة، بشكل مباشر.

(القيم) في بيئة العصر الذي تقوده أميركا والصهيونية لا تقف عقبة في وجه العلاقات المشتركة في نظام دولي لا يحترم القيم عند تعارضها مع المصالح، ولكن احتلال الأراضي الفلسطينية والعربية يجدر أن تكون عقبة أمام التطبيع، ويجدر بالأنظمة العربية أن تقف بقوة خلف قضية التحرير والخلاص من الاحتلال كما يتبناها الفلسطينيون، ويجدر بنا أن نقول للدول العربية أن ما تسميه إسرائيل من مصالح مشتركة هو مصالح وهمية مزيفة، فالعداوة بين إسرائيل والبلاد العربية أصيلة ومتجذرة في الفكر الصهيوني، ومن طبيعة الصهيونية المراوغة والمخاتلة .