أثارت المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قلقًا فلسطينيًا، وتساؤلات حول مدى جديتها وهل يمكن أن تدق المسمار الأخير في نعش الدولة المرتقبة على حدود حزيران.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي المتابع للشؤون الإسرائيلية، علاء الريماوي، أن السياسة الأمريكية تجاه (إسرائيل) تأتي في إطار "الحليف الاستراتيجي لها، وأهمية دورها في توجيه سياسات واشنطن عبر توظيف اللوبي الصهيوني".
وقال الريماوي لصحيفة "فلسطين": "إن العلاقة بين الطرفين تقوم على المصالح المتبادلة, فدولة الاحتلال تحتاج إلى من يدعمها ويوظف سلطاته لمساعدتها في مساعيها التهويدية والاستيطانية ودعمها في مواجهة العرب فيما تريد الولايات المتحدة من اللوبي الصهيوني أن يدعم مصالحها في الداخل والخارج، ويزودها بتقارير استخبارية".
واستردك: "لكن في عهد الرئيس الأمريكي الجديد تبقى المسألة خاضعة للاختبار"، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما منح دولة الاحتلال مساعدات اقتصادية وعسكرية لم تمنحها لها أية إدارة أمريكية سابقة".
وتوقع المحلل السياسي، أن تسير إدارة ترامب بالقرب من مسار الإدارة السابقة، ولكنها قد تسلك مسالك خطيرة فيما يتعلق بالتوسع الاستيطاني والتهويد في القدس المحتلة، إضافة إلى تقسيم المسجد الأقصى ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، وقبول الولايات المتحدة ضم الاحتلال للمستوطنات المتواجدة في المناطق (ج).
وأشار الريماوي إلى أن ما جرى من مظاهرات في الولايات المتحدة ضد ترامب كفيل بأن يجعل فريق الأخير يأخذ نفساً عميقاً قبل أن يبدأ بمحاولة لملمة نفسه، موضحاً أن هذه التظاهرات ستجعل ترامب يعيد النظر في سلوكياته ويفهم أن وجوده على رأس السلطة ليس أبديًا.
وعلق على مصير الدولة الفلسطينية المرتقبة، بقوله: "لم يعد لهذه الدولة وجود على الخريطة ولا حتى أمل بالوجود، حيث قامت دولة الاحتلال بتوسيعات استيطانية بطريقة تمنع قيام أي دولة كانت لأنها ستفتقر إلى الترابط الجغرافي".
وشدد الريماوي على وحدة الصف الوطني كونه الكفيل لإجبار جميع الأطراف الدولية بما فيها الولايات المتحدة ودولة الاحتلال على احترام قواعد اللعبة، وقال: "ليست الإدارة الأمريكية هي التي ستحدد مصير الدولة الفلسطينية فحتى لو جاءت حمامة سلام فلن تمنح الإدارة الأمريكية للفلسطينيين دولة ما لم تفرضها المقاومة الشعبية كما حدث في غزة عام 2005 عندما خرج المستوطنون منها".
حسم إسرائيلي
ورأى الكاتب والمحلل السياسي، خالد العمايرة، أن دولة الاحتلال حسمت مصير الدولة الفلسطينية قبل سنوات من الآن عبر مشاريع استيطانية حولت الضفة الغربية إلى كنتونات منفصلة.
وقال العمايرة لصحيفة "فلسطين": "بالوضع الحالي يستحيل أن تستطيع دولة القيام في الضفة الغربية، نحن نحتاج إلى معجزة لتحقيق هذه الدولة"، مشيراً إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يرى في إدارة ترامب فرصة ذهبية عليه أن يستغلها.
وتوقع أن يسعى نتنياهو إلى استكمال تهويد الضفة الغربية والقدس المحتلة، وبناء مزيد من المشاريع الاستيطانية، وضم مناطق (ج)، وضمان نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإن لم يكن في القريب العاجل.
وتابع: "طبيعة العلاقة الأمريكية بدولة الاحتلال لا تقف عند مبدأ موجود وثابت وإنما تتحكم به الظروف المحيطة بالطرفين"، مشدداً على أن ما يواجهه نتنياهو من تهم بالفساد لن يجد لها مخرجاً عدا عن شغل الرأي العام الإسرائيلي بمكاسب سياسية مثل نقل السفارة واستئناف البناء في المستوطنات.
يذكر أن نتنياهو، أعلن، مؤخرًا، عن تعهد برفع القيود على بناء المستوطنات، وتعهد بإعلان موجة بناء استيطانية موسعة قريبا، فيما أجل قانونًا لضم مستوطنة "معاليه أدوميم" إلى السيادة الإسرائيلية، لحين اجتماعه مع الرئيس الأمريكي الجديد.