فلسطين أون لاين

​"القدس الكبرى" تقضم نحو نصف الضّفة الغربية

...
صورة أرشيفية
الخليل - خاص "فلسطين"

لا تتوقف انتهاكات ما تسمّى بطواقم الإدارة المدنية والتنظيم الإسرائيلي عن إخطار منشآت ومصادرات في أراضي بلدة الخضر جنوب محافظة بيت لحم بالضّفة الغربية، بذرائع ودواع مختلفة، لكنّ المتابعين والمراقبين يرون أنّ أغراض المصادرات استيطانية بامتياز، وتستهدف تقريب المشروع الاستيطاني المسمّى "مشروع القدس الكبرى".

وتعتبر أراضي بلدتي الخضر وبيت أمر، الحدود الجنوبية لهذا المشروع، الذي يقام عليهما التجمع الاستيطاني الكبير المسمّى " جوش عتصيون"، فيما تمتد أيادي الاحتلال لفرض المشروع الاستيطاني على مساحات واسعة من أراضي الضّفة الغربية شرقا وشمالا بما يصادر مساحات يرى الكثير من المراقبين أنّها تصل إلى نصف الضّفة الغربية.

يقول منسق اللجنة الشّعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلدة الخضر أحمد صلاح لـ"فلسطين" إنّه من ضمن المشاريع اللي يعكف الاحتلال على تنفيذها سكة حديد، تربط بين مستوطنات عتصيون، وصولا إلى البحر الميت.

ويضيف: الاحتلال يخطط أيضا لإنشاء سكّة قطار من القدس إلى "عتصيون"، إضافة إلى محاولة الاحتلال تنفيذ سلسلة استيطانية حول القدس، تمتد من مستوطنة "معاليه أدوميم" شمال شرق القدس، تمر عبر بلدة بيت صفافا المقدسية، وصولا إلى الولجة غرب بيت لحم ومستوطنة "بيتار عيليت" غربي بيت لحم.

ويوضّح صلاح بأنّ السلسلة المخطط لها تمتد صوب مستوطنة "نفيه دانيال" و"إليعازر" و"عتصيون" و"إفرات" و"إفراتا" و"أم حمدين" و"بطن المعصي" جنوب بيت لحم، وتقضم معظم المساحات المتبقية للقرى والبلدات المحيطة ببيت لحم والقريبة من هذه المستوطنات، بما يشكل سلسلة كاملة حول مدينة القدس.

وحول المصادرات في بلدة الخضر، يبين صلاح بأنّ جيش الاحتلال صادر خلال الأيام الماضية نحو (15 دنما) من أراضي بلدة الخضر، واقعة بين ثلاث مستوطنات، بذريعة أنّها أراضي دولة.

لكنّه يعرب عن ثقته بأنّ الاحتلال يحاول تحويل هذه الأراضي إلى حلقة وصل بين المستوطنات جنوب غربي بيت لحم، وهي لا تتعدّى محاولات من جانب الاحتلال، لتطبيق هذا المخطط على الأرض.

ولفت إلى أنّ الاحتلال صادر عبر الأعوام الماضية، ما يقرب من نحو (7 آلاف) دونم من أراضي بلدة الخضر، ويبتلعها ما بين الأراضي المصادرة داخل الجدار والأخرى المحيطة بالمستوطنات، لافتا إلى أنّ المحاولات الاستيطانية جارية على قدم وساق في هذا الصدد.

من جانبه، يشير خبير شؤون الاستيطان خليل التفكجي إلى أنّ الاحتلال يخطط من خلال مشروعه الاستيطاني للسيطرة على نحو (10 بالمئة) من مساحة الضّفة الغربية، والتي يعكف على قدم وساق لضمّها إلى مدينة القدس عبر الأنفاق والسكك الحديدية، والتي تم قطع شوط كبير فيها عبر الأعوام الماضية.

ويرى التفكجي خلال حديثه لـ"فلسطين" أنّ هذه النسبة معلنة من جانب الجماعات الاستيطانية، لكنّ تداعياتها تمس مساحات أخرى وواسعة من الضّفة الغربية.

ويضيف: هذه الأراضي تقع وسط الضّفة الغربية، وتشكل ضربة قوية لمشروع الدولة الفلسطينية، مبينا بأنّ الاحتلال لا يبالي كثيرا بمواقف الإدارات الأمريكية، وإنّما يتجاهل كافة المواقف المؤيدة والمعارضة، ويواصل أنشطته وجهوده في هذا السياق.