فلسطين أون لاين

​إجراءات الاحتلال تغتال حضارة البلدة القديمة بالقدس

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة/ مصطفى صبري:

تتميز البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة بحضارتها وأبنيتها التاريخية القديمة التي تعاقبت عليها عصورٌ زمنيةٌ عدةٌ، وهي ما تثير إعجاب زائريها وذهولهم.

وتُقدّر مساحة البلدة القديمة بحوالي 900 دونم، يسكنها قرابة 33 ألف مقدسي و7 آلاف مستوطن أقاموا فيها عنوة تحت حراب الاحتلال، إضافة إلى جمعيات استيطانية تنشط في تسريب العقارات من المقدسيين.

يقول الباحث المقدسي د. منيب منصور: إن البلدة القديمة بأبنيتها شاهدة على وجود تاريخ عريق"، مشيراً إلى أن ما تُسمى "حارة اليهود" غير موجودة في سجلات البلدة القديمة.

ويوضح منصور لصحيفة "فلسطين"، أنه أجرى عملية بحث في مائتي سجل بالفترة الزمنية ما بين 1700 إلى 1918، ولم يجد أي اسم يحمل "حارة اليهود"، إنما كانت تُسمى "حارة الشرف"، وسُكانها من الفلسطينيين العرب.

ويشير إلى أنه بعد احتلال المدينة عام 1967م، هدم حي المغاربة وحارة الشرف، حيث باتت اليوم موقفا لسيارات المستوطنين، وأضفي اسم "حارة اليهود" عليها لتزوير التاريخ والحقائق.

ويضيف:" في البلدة القديمة تسميات عديدة، منها: العقبات والزوايا والتكايا والأربطة والسواق وهذه التسميات عبر العصور الإسلامية حملت اسم وظائف من يقطنون الحارة أو المنطقة في البلدة القديمة".

ويُبيّن أن تسمية العقبات ترتبط بالصعود ويجب أن يقابلها درج وصعود، مثل عقبة المفتي والبطيخ وغيرها، إضافة إلى الأزقّة، لافتاً إلى أنها مسميات فلسطينية لا علاقة لليهود بها.

ويتابع منصور: "منذ قدوم الاحتلال عمد إلى بناء جديد في حارة الشرف التي يطلق عليها "حارة اليهود"، الذي شوّه نمط البناء العمراني في الحارات المجاورة لها"، منبهاً إلى أن الاحتلال طرد ثلاثة آلاف مقدسي من حارة الشرف ومنع السكن فيها.

بدوره، يصف رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى د. ناجح بكيرات، البلدة القديمة بـ "قلب القدس النابض وحاضنة المقدسات"، عاداً إياها "كنزا عالميا يحاول الاحتلال الهيمنة عليه بالجمعيات الاستيطانية وبناء الكنس وإحلال المستوطنين فيه وتزوير الأسماء والأماكن".

ويقول بكيرات لصحيفة "فلسطين":" رغم محاولات التهويد، هناك أكثر من 33 ألف جندي مجهول يقطنون في بيوت متهالكة ويمنعون من الترميم حتى يرحلوا عنها، فبيوت المقدسيين تُعد من الأبنية القديمة وتحتاج إلى ترميم".

ويُنبّه إلى وجود إغراءات من الجمعيات الاستيطانية للمقدسيين، من أجل ترك منازلهم في البلدة، من خلال عرض الملايين وتوفير قطعة أرض ورخصة بناء خارجها، مشدداً على أن "صمود المقدسيين أمام هذه الإغراءات من أهم أركان الحفاظ على تاريخ المدينة وقدسية المسجد الأقصى".

إلى ذلك يقول رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس عكرمة صبري، إن الجمعيات الاستيطانية استولت على جزء من مبنى مقر الهيئة الإسلامية القريب من باب السلسلة داخل البلدة القديمة، وحولته إلى منزل للمستوطنين، مشيراً إلى أن هذا الأمر يتكرر في مواقع عدة في البلدة القديمة.

ويختم صبري حديثه بأن "أهل القدس بعمومهم قابضون على الجمر، وفي البلدة القديمة المشهد أكثر قسوة، لأن الاحتلال بجميع أذرعه يكثف من حملات التهويد فيها".