قالت وزارة الزراعة، إنها أدخلت أساليب زراعية حديثة إلى الحقول التابعة لها ولأراضي المزارعين في قطاع غزة، وحققت بذلك نجاحات عديدة، كالزراعة في البيئة المعزولة، والزراعة المعلقة، والزراعة المائية.
وأوضحت الوزارة أنها تمكنت من خلال تلك التجارب أن تجد بعض الحلول لأمراض التربة، وضيق المساحة الزراعية، وشح المياه العذبة في القطاع.
الزراعة في البيئة المعزولة
ويوضح م. حسام أبو سعدة، رئيس قسم الخضار في الإدارة العامة للإرشاد بوزارة الزراعة، أن فكرة الزراعة في البيئة المعزولة تعتمد على خلق بيئة خالية من أمراض التربة، تقوم على أساس حفر أخاديد بعمق30-40 سم في الأرص، تأخذ الشكل المائل لتصريف المياه، بطول30 -40 مترا تقريباً.
وأضاف أبو سعدة لصحيفة "فلسطين": بعد حفر الأخاديد، توضع طبقة من البلاستيك القوي "النايلون" في الأسفل، ومن ثم توضع عليها التربة الطبيعية والصناعية، وتصبح حينئذ جاهزة للزراعة.
وأشار إلى أن النايلون يفيد في عزل التربة الجديدة عن الموبوءة بأمراض التربة مثل الفطريات والنيماتودا، ويحد من تصريف المياه إلى عمق الأرض.
وبين أنه يزرع في هذه البيئة المعزولة الخضار بكل أنواعها، وقد أثبتت تلك الزراعة نجاعتها في زيادة كمية الإنتاج وجودة المحصول.
وعوضاً عن النايلون، توضع أنابيب بلاستيكية ذات سماكة (6 ) انش، بشكل مائل، ويصنع بها ثقوب من جهة الأعلى بعرض 5 سم، لتغرس بها الشتلات.
ونبه إلى أن هذا النوع من الأسلوب الزراعي الحديث يصلح استخدامه فوق أسطح المنازل والمنشآت، وفي الأراضي الرملية، والفقيرة بالعناصر الغذائية.
الزراعة المعلقة
وتطرق أبو سعدة إلى الزراعة المعلقة، التي حققت نجاحا كبيراً لدى تجارب وزارة الزراعة والمزارعين، مبيناً أن أصنافا جديدة دخلت الزراعة المعلقة بخلاف الخيار والبندورة والفراولة.
وبين أن الزراعة المُعلقة تتم داخل الأرض الزراعية، مع ربط لعنق النبات، باتجاه الأعلى، فكلما زاد طول النبات أعطى إنتاجا أكثر.
وبين أبو سعدة أن قطاع غزة أضاف أصناف الكوسا، والبازيلاء، والفاصوليا في الزراعة المعلقة.
وقال إن ارتفاع نبتة الكوسا في الزراعة التقليدية (30-40) سم، وزيادة الانتاج الى (4) أطنان للدونم الواحد، أما في الزراعة المعلقة فتصل طول نبته الكوسا لمتر ونصف، والانتاج(8) أطنان للدونم.
وأضاف أبو سعدة، أن البازيلاء في الزراعة التقليدية تعطي انتاج 700 كيلو للدونم الواحد، وطنا للدونم في الزراعة المعلقة، كما أن الفاصوليا في الزراعة التقليدية تعطي في الدونم 2 طن، وفي الزراعة المعلقة4 أطنان.
الزراعة المائية
وفي حديثه عن الزراعة المائية، بين أبو سعدة أنها أسلوب حقق نجاحاً في قطاع غزة، خاصة في النباتات الورقية مثل الخس، إذ لا تستخدم التربة، وإنما يتم زراعة النبات داخل أنابيب أو أحواض بلاستيكية.
وأضاف أبو سعدة: تستمد تلك النباتات غذاءها من المياه المزود بها محاليل غذائية، لافتاً إلى نجاحزراعة الفلفل، والبندورة، والنباتات العطرية.
وعما إذا كان يمكن استعاضة الأشجار المثمرة بنباتات الزينة في الأماكن العامة والمؤسسات التعليمية والطرقات. قال أبو سعدة:" إن الوزارة نجحت في تطبيق ذلك في مجمع ناصر بمدينة خانيونس قبل خمس سنوات حيث إنها زرعت النخيل المثمر، وقد حقق إنتاجا عاليا، كما نجحت تجربتها في زراعة الشجر المثمر في الكلية الجامعية وكلية العلوم والتكنولوجيا بخانيونس.
ولفت إلى أن توسعة الفكرة تحتاج إلى تعزيز الثقافة لدى المواطن بأهمية هذه الأشجار والمحافظة عليها، خاصة طلبة المدارس والجامعات, حيث يمكن الاستفادة من الإنتاج على صعيد الطلبة أو المدرسة ببيع الإنتاج إلى السوق المحلي والاستفادة من العائد المالي في تأمين احتياجات المدرسة والطلبة.