فلسطين أون لاين

​بحجة "الواقع الأمني المعقد"

500 عائلة فلسطينية متضررة بإغلاق الاحتلال "درج قرطبة"

...
يربط درج قرطبة شمال الخليل بجنوبها
الخليل/ طلال النبيه:

مع إحكام الاحتلال الإسرائيلي الإغلاق في شارع الشهداء منذ عام 1994، ومنع مرور الفلسطينيين عبره إلا بتصاريح خاصة ونادرة الإصدار، اضطرت مئات العائلات الفلسطينية إلى سلوك طريق التفافي وقصير أطلق عليه "درج قرطبة".

ذاك الدرج المؤدي إلى مدرسة قرطبة الواقعة مقابل مستوطنة "بيت هداسا"، قررت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منع مرور الفلسطينيين منه والسماح للمستوطنين في إطار الحفاظ على "حياة آمنة لهم ولتجمعاتهم الاستيطانية"، والتي تقع وسط محيط سكاني كثيف في قلب الخليل.

وجددت محكمة الاحتلال العليا، مؤخرًا، رفضها فتح الطريق أمام المواطنين الفلسطينيين والتي أغلقه جيش الاحتلال عام 2015، بزعم "الواقع الأمني المعقد" في مدينة الخليل، حيث رفضت التماسًا قدمه الشاب عيسى عمرو، أحد سكان تلك المنطقة.

ويعد طريق "درج قرطبة" طريقًا أساسيًّا، يصل السكان في منطقة تل الرميدة بشارع الشهداء، ويربط شمال الخليل بجنوبها، ويخدم 70 ألف نسمة، مقابل 700 مستوطن إسرائيلي يحميهم 3 آلاف جندي إسرائيلي.

تهجير وإبعاد!

محمد الزغير، الناطق الرسمي باسم تجمع شباب ضد الاستيطان، أوضح في حديث لـصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال عمل منذ إغلاقه شارع الشهداء عام 1994 إلى توفير الأمن والحماية للمستوطنين الذين يسكنون في مستوطنات وسط مدينة الخليل، وتقسيمها إلى 4 أقسام.

وقال الزغير: "منع الاحتلال للفلسطينيين من المرور عبر طريق درج قرطبة، يشكل عائقًا كبيرًا لهم في الوصول إلى منطقة تل الرميدة والمناطق الحيوية القريبة منها"، مشيرًا إلى أنه كان المتنفس السريع لمن يرغب في الوصول إلى منطقة شارع الشهداء.

وبين أن هدف الاحتلال من إغلاق الطريق، هو إبعاد السكان الفلسطينيين عن منطقة شارع الشهداء وإجبارهم على السلوك والمرور بطرق أخرى والابتعاد عن مستوطنة "بيت هداسا" الموجودة على بداية طريق "درج قرطبة".

وأضاف الزغير: "بعد إغلاق هذا الدرج أصبح السكان بحاجة إلى وقت أكبر للوصول إلى منازلهم، عدا عن أزمة كبيرة تمس حركة الزوار للمدينة ومدرسة قرطبة"، مؤكدًا أن الاحتلال عمد إلى أن يكون الطريق خاصًا بالمستوطنين فقط، السائرين من مستوطنة "بيت هداسا" باتجاه مستوطنة "تل الرميدة".

ومع منع السكان الفلسطينيين من المرور من الطريق المختصر باتجاه مركز مدينة الخليل ومنطقة باب الزاوية، يضطرون إلى سلوك طريق ركوبًا بسيارة بدلًا من السير عبر الأقدام، حيث يمتد وقت الوصول لمركز المدينة إلى نحو 45 دقيقة بدلًا من 3 دقائق، وفق الزغير.

حبر على ورق

وأوضح الزغير: "رغم إصدار محكمة إسرائيلية لقرار يمنع المستوطنين من المرور عبر طريق "درج قرطبة" كما الفلسطينيين، إلا أن هذا القرار بقي حبرًا على ورق، دون أي تنفيذ على أرض الميدان".

ولفت النظر إلى أن كل قرارات الإغلاق اتخذت لخدمة المستوطنين وخدمة المشروع الاستيطاني في مدينة الخليل، مشيرًا إلى أن 4 مستوطنات تحيط في منطقة "درج قرطبة" تتمثل في مستوطنات "بيت هداسا، بيت رومانو، أبراهام هبيلوم، رامات ايشاي".

من جهتها، قالت المحامية روني بيلي ممثلة عن جمعية حقوق المواطن في (إسرائيل) ردًا على قرار المحكمة: "يستمر القضاة الإسرائيلي بالسماح بوجود سياسة الفصل والتمييز في الخليل، الشوارع في المدينة مغلقة أمام الفلسطينيين الذين يشكلون الأغلبية المطلقة من السكان".

وأضافت: "هذا يتسبب بالأذى والمعاناة للمقيمين لكن محكمة العدل العليا اختارت عدم الاستماع وتقديم المساعدة لهم".

وعلى مدار أكثر من 20 عامًا، تدرجت سياسة الخنق الإسرائيلية بحق مدينة الخليل وحرم المسجد الإبراهيمي ومنطقته وإغلاق شارع الشهداء، وما فيها من بيوت أثرية ومدارس ورياض أطفال، مقابل تطويرها للمستوطنات وتكثيفها للحواجز العسكرية، التي تحتجز خلالها أطفال وطلاب المدارس وأهالي المنطقة.

ويبلغ عدد المستوطنات في محافظة الخليل نحو 30 مستوطنة؛ إضافة لأكثر من 25 بؤرة استيطانية، فيما تفرض سلطات الاحتلال إغلاقًا شاملًا على البلدة القديمة، وتصدر قرارات عسكرية تمنع دخول الزوار وغير السكان إليها.