سقط ليبرمان، فهل يسقط نتنياهو أيضًا؟! غزة، أو قل المقاومة في غزة تمكنت من إسقاط ليبرمان، وإجباره على الاستقالة والخروج من الحكومة، والأهم من ذلك كشف قدراته الضعيفة في قيادة الجيش، وبيان أنه رجل كلام لا رجل شدائد. الفشل الذي ألحقته حماس بخلية الاختراق الأمني الإسرائيلي بقتل قائد الخلية، وتحدي قصف الطائرات وتهديدات نتنياهو وليبرمان، أجبر الأخير على الرحيل، فهل يسير نتنياهو على طريق الخروج من الحكومة وإغلاق ملفه السياسي؟!
الزلزال الذي ضرب ليبرمان في منصبه، ما زال يحاصر نتنياهو في منصبه ومركز قيادته للحكومة، ولنقف على ذلك رقميا علينا أن نقرأ نتائج استطلاع الرأي الذي أجرته صحيفة معاريف العبرية اليمينية أمس الأربعاء، حيث جاء في الاستطلاع أن 44% منالإسرائيليين يرون أن قرار وقف إطلاق النار الأخير مع قطاع غزة كان خطأً؟! وأن 57% من الإسرائيليين يعتقدون بأن رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو"، وبعد توليه حقيبة الجيش، لا يملك القدرة على التعامل مع أمن "إسرائيل" بشكل صحيح ؟! وأن 76% من الإسرائيليين يرون أن أداء حكومة نتنياهو ضد حماس في الجولة الأخيرة كان ضعيفا؟!
فهل تطيح الانتخابات القادمة بمستقبل نتنياهو السياسي؟! ولماذا لا يجرؤ نتنياهو على لعبة الانتخابات المبكرة، وهو يملك 61 صوتا فقط؟! أم أنه يمكنه استعادة مستقبله بحرب جديدة في الشمال، أو في الجنوب؟! المجتمع الإسرائيلي مجتمع عسكري، وكله تحت التجنيد، ويقدم الرجل العسكري على الرجل المدني، لذا أعطى المستطلعة آراؤهم 33% رئاسة الحكومة القادمة لبيني غيتس؟!
حين تقف حكومة العدو أمام مفترق طريق، وحين تقف جريحة، تكون قرارات الحكومة عدوانية وانتقامية، وهذا يتطلب من الجنوب والشمال مراقبة خطوات نتنياهو، وفحص أهدافها، وتأثيرات البيئة آنفة الذكر عليها. يبدو أنه لم تعد أفضلية لنتنياهو في قيادة الحكومة والائتلاف، ويبدو أن أنفاق الشمال والجنوب قد قررت إنهاء دوره القيادي، والأيام القادمة حبلى بكل جديد كما يقولون.