فلسطين أون لاين

​البرلمان البريطاني أضاء جدرانه بصورته

محمد الحلبي.. ناشط إنساني غيب الأسر حنانه

...
صورة أرشيفية للأسير محمد الحلبي
غزة - يحيى اليعقوبي

رغم اعتقاله داخل سجون الاحتلال كغيره من الأسرى الفلسطينيين، إلا أنه وفي خطوة "جريئة"، قد أضاء مبنى البرلمان البريطاني في العاصمة لندن، قبل نحو أسبوع، جدرانه بصورة للناشط الفلسطيني محمد الحلبي، مدير عمليات مؤسسة الرؤية العالمية في قطاع غزة، المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وشعرت زوجته علا الحلبي، بالفخر والسرور رغم حسرة الفراق، عندما رأت صورته على جدران البرلمان البريطاني، وتقول: "هذا شيء يرفع الرأس، أفتخر بزوجي وسعدت أن هناك أناسًا يهتمون لأمره".

وتبين الحلبي في حديثها لصحيفة "فلسطين" أن مؤسسة الرؤية العالمية والكثير من المتضامنين، يتابعون قضيته منذ اللحظة الأولى لاعتقاله من قبل قوات الاحتلال في 15 يونيو/ حزيران الماضي، أثناء مروره عبر معبر بيت حانون "إيرز".

يذكر أن الأسير محمد خليل الحلبي (35 عامًا)، درس الهندسة المدنية في الجامعة الإسلامية بمدينة غزة، وأكمل دراسته العليا "الماجستير" بنفس التخصص، ويعمل مديرًا لفرع مؤسسة الرؤية العالمية في قطاع غزة، وهو أب لخمسة أبناء.

ادعاءات كاذبة

وعن سر هذا الاهتمام، تقول زوجته: "منذ اعتقاله، شكلت مؤسسته لجنة تحقيق لتكشف مدى صحة ادعاءات الاحتلال من عدمها، وأثبتت تلك التحقيقات أنه لا يوجد أي خطأ لدى محمد في عمله، وتم تقديم الدلائل للاحتلال تفنيدًا لادعاءاتهم بأنه يدعم حركة حماس بملايين الدولارات".

كذلك أوكلت مؤسسة الرؤية، والكلام لزوجة الحلبي، مهمة الدفاع عنه أمام المحاكم الإسرائيلية لمحامٍ فلسطيني من الضفة الغربية ومحامية يهودية، مؤكدةً أن زوجها "معروف على مستوى قطاع غزة والخارج بنزاهته وانتمائه لفلسطين وليس لأي تنظيم".

وتضيف: "محمد متعاطف مع المواطنين، مخلص في عمله، وقد افتقده الأطفال والعائلات المستورة كثيرًا في غزة، فمجالات عمله مختصة بالأمور الإنسانية والأطفال والمزارعين والمرضى والصيادين".

وتتابع: "نتواصل معه حين يتمكن من الاتصال بنا، لكن والدته وابنيه الكبيرين زاروه مرة واحدة، وأبدى سرورًا كبيرًا برؤيتهم".

وعن اعتقاله، توضح: "خرج محمد في مهمة عمل خلال شهر رمضان الماضي، لمدة يومين في الضفة الغربية، وأثناء عودته إلى القطاع عبر معبر بيت حانون (إيرز)، اتصلت به الساعة الثالثة عصرًا وأخبرني أن الإسرائيليين سحبوا وثيقته الشخصية واحتجزوه قليلًا، ثم انقطع الاتصال به، وبعدها علمنا أنه جرى اعتقاله".

وتعزو سبب اعتقاله إلى أنه "يأتي من باب الضغط على غزة عبر حصار مؤسساتها الدولية"، مبينة: "تم عقد جلسة محاكمة في 12 يناير/ كانون الثاني الجاري، وقبل ساعتين من بدء المحاكمة وجه الاحتلال لزوجها تهمتين جديدتين، وعلى إثرهما تأجلت الجلسة إلى الثاني من فبراير/ شباط القادم، مما يدلل على عدم وجود أي إثبات على صحة ادعاءاتهم".

حراك عام

عضو مجلس العلاقات الدولية في غزة، تيسير محيسن، يؤكد أن إضاءة صورة الحلبي على جدران البرلمان البريطاني جزء من حراك أوروبي بشكل عام يدور في أروقة البرلمانات الأوروبية التي بدأت برفع الصوت عاليًا منذ سنوات، لنصرة القضية الفلسطينية والتعبير عن رفضهم ضد سياسات الاحتلال ومن جملة الأمور قضية الأسرى.

ويقول محيسن لصحيفة "فلسطين": "اتهام الاحتلال للحلبي وغيره من الشخصيات العاملة في المؤسسة الدولية دون أدلة حقيقية، يدلل أن العقل الأوروبي بشكل عام بدأ يتنبه لأكاذيب الاحتلال بتبرير كل جرم يقوم به ضد شعبنا الفلسطيني، وأنه لم يعد قابلًا للتسويق، وآن الأوان كي تضع الحكومات الأوروبية حدًا لهذا التعاطف مع دولة الاحتلال".

ويرى أن لهذا الأمر دلالة كبيرة من خلال برلمان دولة وازنة بحجم بريطانيا، الذي سينعكس ويقتدى به في العديد من المؤسسات الأوروبية الأخرى، واصفًا ذلك بأنها بداية جريئة ممن قاموا بذلك في بريطانيا، لافتا إلى أنه في غاية الأهمية بالنسبة للشعب الفلسطيني ومناصري قضيته.

وإضاءة صورة الحلبي على جدار البرلمان البريطاني، وفق محيسن، فعلٌ لم يقُم به أفراد عاديون بل أشخاص لهم شأن ببريطانيا، مشيرا إلى أن نجاحهم في ذلك سيفتح الباب على مصراعيه في المستقبل للتعاطي بشكل أكبر مع قضايا مختلفة تهم الشعب الفلسطيني.