فلسطين أون لاين

لماذا زار الرئيسُ التشاديُّ "الكيانَ الإسرائيليَّ"؟ وما


ابتدر المسؤول التشادي الحديثَ عن زيارة الرئيس التشادي إدريس ديبي الأخيرة للكيان الإسرائيلي، وقال إنها الطريقة الوحيدة التي رآها الرئيس للخروج من أزمته غير المعلنة مع فرنسا التي لها نفوذ إستراتيجي قديم في هذا البلد، وقال إن أزمة ديبي جعلته مقتنعاً بأن فرنسا تعمل على استبداله بدعم مجموعات قريبة منه أو مجموعات انفصالية قبَليّة، وقال إن ديبي حاول إقناع عدد من الدول العربية والأوروبية بمساعدته، إلا أنها لم تفعل شيئاً سوى المجاملات والوعود، لأن تشاد ليست ذات موقع مهم لدى هذه الدول، لكونها دولة إفريقية داخلية ليست لها منافذ بحرية، ولأنها فقيرة ليست فيها موارد اقتصادية مهمة، ودورها إجباريّ في مجال الأمن الحيوي المعادي للتيارات المتطرفة في دول الصحراء.

وقال إن ديبي تشاور مع عدد من الزعماء بشأن زيارته التي يظن أنها قد تساعده في مواجهة فرنسا من خلال شبكة النفوذ الإسرائيلي في العالم، وهو الأمر الذي وعد به نتنياهو دون أي التزامات، وقال له نتنياهو: إن كل شيء متوقف على مدى الخدمات التي يمكن أن يقدّمها لـ(إسرائيل) في إفريقيا، وعقّب نتنياهو بالقول: إنه ممتنّ لزيارته في هذه الظروف العصيبة التي تتعرض لها (إسرائيل) في مواجهة حملة الكراهية الدولية، ومحاولات عزلها دوليًّا من أعدائها الفلسطينيين وحلفائهم.

المسؤول قال إن بعض الزعماء نصحه بعدم الزيارة، وإن غيره قد فعل ذلك دون جدوى، وإن الإسرائيليين يكذبون كثيراً، وهم ليسوا بهذا المستوى من النفوذ، وإن الدعاية حولهم أكبر من حجمهم، وإنهم سيستنزفونه بالطلبات والعلاقات العامة بغرض خدمة أجندتهم الدبلوماسية، كما سيتدخلون في الشؤون الداخلية لتشاد، ولا سيما الأمنية والسياسية، بحجة حماية وجودهم وتأمين حركة أفرادهم، وإنهم سيرهقونه بتحفظاتهم على فعاليات ونشاطات الدول والمنظمات التي تراها (إسرائيل) معادية لها، وقالوا له إنك تزيد الوضع تعقيداً. وأحد الزعماء قال له: يمكنك أن تجرّب الزيارة، لكن عليك أن تستعد لمواجهة أي خسارة داخلية فور عودتك، هناك حسابات لا تظهر إلا بعد تحريك الملفات الخطرة.