قائمة الموقع

نقص الدعم يحرم ذوي الإعاقة في غزة من الحياة السعيدة

2018-12-04T08:32:34+02:00

مع صباح أول من أمس، جهزت الأربعينية أم حسّان طفلها الوحيد "حسّان" الذي رزقت به بعد 9 سنوات من الحرمان بعملية زرع، للمشاركة في إحدى الفعاليات التي نظمها قطاع التأهيل لشبكة المنظمات الأهلية في غزة لرفع صوت ذوي الاحتياجات الخاصة للعالم.

الطفل حسّان سعود -(9 أعوام) من حي التفاح وسط قطاع غزة- فقدَ سمعه في وقت مبكر بسبب سقوطه على رأسه بعد إتمامه تسعة أشهر من عمره.

بعدما نزلت أم حسّان من الباص الذي نقلها وأهالي ذوي الإعاقة أمام مقر المفوض السامي بمدينة غزة، أمس، اندمجت في وسط الحشد الكبير المشارك ممسكةً بقبضة ابنها بشدة خشية أن يفترق عنها.

احتياجات باهظة

وفي حديثها مع صحيفة "فلسطين" ذكرت أن خدمات القطاع الحكومي للأشخاص ذوي الإعاقة، ليست بالشكل المناسب، متابعة في حديثها: "جئت اليوم مع ابني لنطالب العالم والحكومة الفلسطينية بدعم ذوي الإعاقة في القطاع المحاصر".

وذكرت أم حسّان أن ابنها حسّان يحتاج إلى بعض المستلزمات مثل الأدوية وهي باهظة الثمن، ولا تقدر على الحصول عليها بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

وقفة ومطالبات

واحتشد العشرات من ذوي الإعاقة أمس، أمام مبنى المندوب السامي في مدينة غزة، في وقفة بمناسبة اليوم العالمي لذوي الإعاقة, بتنظيم من قطاع التأهيل في شبكة المنظمات الأهلية.

ورفع فيها المشاركون لوحات تطالب الحكومة الفلسطينية بمواءمة القانون الفلسطيني حسب الاتفاقية الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة، والعالم بوقف انتهاكات الاحتلال المستمرة بحق الفلسطينيين خاصة في مسيرات العودة السلمية.

احترام وتمكين

"ذوو الإعاقة لديهم الابتكارات والمقدرة على الإنجاز بصورة قد تتفوق على صاحب الجسد السليم"، قالها الخمسيني أمين الحلو وهو جالس على كرسيه المتحرك، مشيرًا إلى وجود استهتار في المجتمع المحلي لقدرات ذوي الإعاقة.

وتابع الحلو مع تعابير الحزن التي ظهرت على وجه: "احترام ذوي الإعاقة في غزة ضعيف، على عكس الدول الأخرى التي تهتم بهم، وتقدّرهم، وتتيح لهم ما يلزمهم"، متمنيًا أن ترقى فلسطين في دعمهم كغيرها من الدول.

وتشير الإحصاءات الصادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2017، أن عدد ذوي الإعاقة في فلسطين بلغ 255224 شخصًا ما نسبته 5,8% من نسبة السكان، منهم 5% في الضفة الغربية و 6,8% في قطاع غزة.

ويضاف إلى هذه الأعداد 22226 من ذوي الإعاقة الدائمة الذين أصيبوا في مسيرات العودة ومنهم ما يزيد على الـ90 شخصًا فقدوا أطرافهم السفلية أو العلوية حتى تاريخ السادس من أكتوبر الماضي، حسب إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية.

وصاحبت الإعاقة أمين الحلو من منطقة الرمال، منذ والدته قبل ما يقارب الـ(50 عامًا)، إذ كانت لديه المقدرة على المشي ولكن لم تكن جيدة لوجود اعوجاج في قدمه، ولكن قبل أربعة أعوام فقد مقدرته على المشي كاملاً بعد أن صدمته سيارة في حادث سير، ألزمته الكرسي المتحرك عند خروجه من البيت.

الأسرة هي نواة المجتمع، والمؤسسة الأولى التي يجب أن ترعى أبناءها خاصة ذوي الإعاقة، وذكر الحلو في حديثه لمراسل صحيفة "فلسطين" بأن "بعض الأسر تسيء إلى أبنائها لأنهم من ذوي الإعاقة بدل أن يقوموا برعايتهم".

وأعرب الحلو عن استيائه الشديد من استمرار الانقسام الفلسطيني والذي وصفه بـ"الذي ذبح البلد"، داعيًا القيادات الفلسطينية بالعمل الجاد على إنهائه لأنه يضيّق على الأهالي، ولا يخدم أحدًا سوى الاحتلال.

وطالب الحلو الحكومة الفلسطيني بمواءمة القانون الفلسطيني حسب الاتفاقية الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة، وتأهيل الطرقات والشوارع بما يناسب ذوي الاحتياجات الخاصة.

وذكر أن هناك بعض الجمعيات الأهلية في قطاع غزة تهتم بالأشخاص ذوي الإعاقة وتقدم العديد من الدورات التوعوية والتثقيفية، مبيّنًا أن هذه الجهود يجب أن تكون مبذولة من الحكومة الفلسطينية، مضيفًا: "هذا واجب عليها".

تهديد لحياتهم

ومن جانبه ذكر مسؤول شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة أمجد الشوا، أن هذه الوقفة السنوية تهدف إلى رفع صوت ذوي الإعاقة، ومطالبهم إلى أصحاب الاختصاص في قطاع غزة والعالم.

وتابع الشوا أن الأشخاص ذوي الإعاقة هم أكثر الناس تأثرًا بهذا الواقع الصعب الذي يعيشه سكان قطاع غزة، مشيرًا إلى وجود ما يزيد على الـ128 ألفًا منهم في قطاع غزة.

وأشار إلى أنهم أصبحوا مهددين بسبب عدم القدرة على تلبية احتياجاتهم الأساسية على صعيد التأهيل والرعاية والعلاج والخدمات التعليمية، والنقص الحاد في التمويل لقطاع غزة.

اخبار ذات صلة