فلسطين أون لاين

​اعرفي شخصية طفلك وتعاملي معها

...
صورة أرشيفية
غزة/ مريم الشوبكي:

الفروق الفردية بين الأطفال تحددها فطرتهم، والسلوكيات المكتسبة من تربية الوالدين والبيئة المحيطة به، وحتى الإخوة لا يتشابهون في شخصياتهم، وهذا يتطلب تعاملاً خاصًا حسب كل نمط.

ألحّ جان جاك روسو كونه عالمًا في التربية بوجوب اتباع الطبيعة في تربية الأطفال، فقال: "كل شيء حسن ما بقي في يد الطبيعة، ولكن كل شيء يلحقه الفساد إذا مسته يد الإنسان"، لذا يجب أن نهيئ البيئة السليمة لينشأ الطفل نشأة صحيحة.

مكتسبة

الاختصاصية النفسية ومدربة الموارد البشرية د. غادة أبو القمبز بينت أن بناء شخصية الطفل يكون في السنوات الخمس الأولى، وعلماء النفس بينوا أن 3% من السلوكيات بالفطرة، وأغلب السلوكيات من اكتساب البيئة التي يعيش بها.

وأوضحت د. أبو القمبز لـ"فلسطين" أن الأطفال ثلاثة أنواع: الشخص السمعي، والبصري، والمهاري "النفس حركي".

وذكرت أن الطفل ذو النوع السمعي يتأثر بالكلام، ويسمع التعليمات وينفذها، ويتمتع بشخصية حساسة، ويتأثر إذا وجهت له كلمات توبيخ.

وأشارت الاختصاصية النفسية إلى أن الطفل من النوع البصري لا يمكن أن يتأثر بمجرد إلقاء الأوامر، وانما يعتمد أن يرى المواقف والأفعال لكي يقتنع بها ويطبقها، فمثلا: إذا حثته والدته على الصدق، ورأى موقفًا لها كذبت فيه فإنه يتأثر بالموقف السلبي ولا يتأثر بخلق الصدق الذي كانت تدعوه إليه، ويتصف بأنه كتوم جدًا، ومن الصعب التعامل معه.

ونبهت إلى أن الطفل ذو النوع المهاري "النفس حركي" يكتسب الخلق بتعليمه مهارة ما، وتعويده على الخلق وتكرار الأوامر ومساعدته على فهمها؛ يجعله يكتسبها، فمثلا إذا طلب منه ترتيب سريره سيتحجج بأنه لا يعرف، لذا على الأم ترتيب السرير والطلب منه القيام بالفعل نفسه.

وحذرت د. أبو القمبز الأمهات من مقارنة أبنائها ببعضهم البعض، ويجب أن يعوا بأن بينهم فروقا فردية في بناء الشخصية، فلكل طفل نمط شخصية مستقلة بذاتها، وبناء على ذلك تبني تعاملها مع أطفالها.


نوعي في أسلوبك

ولفتت إلى أن مفاتيح التعامل مع أنماط الشخصية الثلاثة الصبر والتحمل ومواصلة علاج سلوك الطفل السلبي وعدم الاستسلام لعناده وبكائه.

وأكدت د. أبو القمبز أن الأولوية في التعامل مع أنماط الشخصية المختلفة اللين، والتحفيز، والتعزيز الايجابي، والعقاب المشروط.

وشددت على أن الأم عليها تغيير سلوكها الذي تتعامل به عادة مع أطفالها، حتي يستجيبوا لتعليماتها وملاحظاتها، لأن الطفل حينما يتعود على سلوك الأم معه يعرف نقطة ضعفها ويصبح لا يستجيب لها.