فلسطين أون لاين

​جمال عمرو.. نموذج مقدسي مرابط تحاربه دولة!

...
صورة أرشيفية للباحث في الشأن المقدسي د.جمال عمرو
القدس المحتلة / غزة - أحمد المصري

لا تنفك الابتسامة عن محيا الباحث في الشأن المقدسي، د.جمال عمرو، مهما تعاظمت هجمة أذرع الاحتلال الإسرائيلية بحقه وحق عائلته، وإن رأى جميع من حوله أن ما يعايشه من وقائع قهرية احتلالية تستوجب الألم وعبث الوجه لآخر نبضة في الحياة.

وقائع قهرية احتلالية متعددة بحق عائلة "عمرو"، كان آخرها هدم جرافات بلدية احتلال القدس، المرآب الخاص بسيارة العائلة بحجة عدم الترخيص، يقول "عمرو" "كنت خارج البيت، اتصل بي الجيران وأخبروني بالواقعة فلم أجد إلا أن أبتسم قليلًا".

لم يجد "عمرو" حديثا يهدئ به من روعة أفراد عائلته الذين اتصلوا به وقت أن كانت جرافات بلدية احتلال القدس تنهش بأسنانها أحجار وسقف مرآب سيارته، سوى مطالبته لهم بعدم الاهتمام، وأن "أعلى ما في خيل الاحتلال فليركبه، إن كانت هذه حدود بطولته فليفعل ما يشاء".

"عمرو" كان قد استصلح مرآب السيارة قبل نحو عامين، من داخل مساحة أرض فارغة أمام منزله الواقع في حي الثوري ببلدة سلوان القريبة من المسجد الأقصى، تفاديًا لركن سيارته في الشارع، والتي تفرض سلطات الاحتلال عليه من الغرامات ما يصل للمخالفة الواحدة نحو 300 دولار أمريكي.

يشير "عمرو" إلى أن سلطات الاحتلال لم تتركه وعائلته بحالهم، وأن من المفارقات العجيبة، أن تنفذ هدم المرآب، وذاك قبل أن تبث محكمة احتلال مدينة القدس مرافعة قدمت لها عبر محامي العائلة لمنع الهدم، وقد دفع إزاء هذه المرافعة 10 الاف دولار لا زالت دينًا عليه.

هدم المرآب في عين الباحث "عمرو" انتهاكٌ صغيرٌ في مسيرة انتهاكات طويلة ومتعددة على مدار السنوات الماضية جرت بحقه وأفراد عائلته جميعهم، يرى أن هدفها "الزام الأسرة جميعها الصمت" إزاء ما يحدث في القدس.

يضيف "اعتقلت عدة مرات، في سجون الاحتلال، ومنعت من السفر أنا وزوجتي، واتُخذ قرار إسرائيلي بهدم منزل زوجتي رغم أن "المفارقة المضحكة" أنها لا تملك منزلاً، وسجن أبنائي، ونال أكبرهم قرارًا هو الآخر بهدم منزله".

"انتهاكات" لم يسلم منها كبير ولا صغير داخل كنف أسرته، كما يشير الباحث "عمرو" فإن أصغر أبنائه والذي لم يبلغ العاشرة من عمره، تعرض رغم حداثة سنه للخطف والتنكيل الشديد على يد مستوطن متطرف يقطن المدينة دون ذنب يذكر.

ساعتان من الزمن أذيق فيها الطفل "عدنان" داخل بيت المستوطن المتطرف، أصنافًا متعددة من الضرب والإهانة، ورش بغاز الفلفل الحارق، كلها لم تكن شفيعة لشرطة الاحتلال التي قدمت إلى مكان اختطافه، ونقلته للتحقيق داخل معسكر للجيش بدلًا من محاسبة خاطفه.

تقول "زينة" زوجة الباحث "عمرو" إن استهداف العائلة يأتي في ظل استهداف كامل لأهل مدينة القدس، وأن ما يخصهم من استهداف وانتهاك بشكل خاص، لا يخرج عن كونه محاولة "بائسة" لإسكات صوتهم عن نقل المعاناة والدفاع عن مدينة القدس.

تلفت "عمرو" لصحيفة "فلسطين"، إلى أن الاحتلال كثف من انتهاكه بحق كل أفراد أسرتها منذ عام ونصف، حتى بات اقتحام المنزل بقوات أمنية كبيرة أمرًا شبه اعتيادي، وإن كان يدخل الرعب والهلع في نفوس الأطفال الصغار.

لم تكتف سلطات الاحتلال وفقا لما تشير إليه "عمرو" باقتحاماتها للمنزل، وإصدار قرار بهدمه، حيث إنها أصدرت قرارًا بمنعها من دخول المسجد الأقصى والصلاة فيه، إلى جانب المنع من السفر.

تضيف أن الاحتلال وفي كل انتهاكاته يهدف إلى حلقة الوصل ما بينها وعائلتها والمسجد الأقصى، وقد بدأها وقت أن كانت على إحدى بوابات المسجد بالاعتداء عليها بالضرب المبرح، وتكسير أسنانها الأمامية.

تختم "عمرو" حديثها بأن عائلتها وبكل يقين تواجه حرب دولة في إجراءاتها وانتهاكاتها المتعددة، وأن جميعها لن تفلح في تحقيق ما تصبو إليه من إلزامهم الصمت في نقل واقع مدينة القدس الأليم.