فلسطين أون لاين

لولا المقاومة لكانت عواصم العرب في دائرة "العدوان"

تكروري: أنظمة التطبيع اختارت طريق الهوان..وشعوبها ضدها

...
الزميل محمد القوقا أثناء اللقاء
موفدنا إلى إسطنبول/ محمد القوقا:

أكد رئيس هيئة علماء فلسطين في الخارج، الدكتور نواف تكروري، أن الهيئة على تواصل دائم مع علماء وشعوب ومؤسسات الأمتين العربية والإسلامية "كي يكونوا سندًا حقيقيًا لشعبنا المجاهد"، وقال إن أنظمة التطبيع اختارت لنفسها طريق الهوان، فيما تقف شعوبها ضدها.

وأفرد تكروري، مساحة من حديثه لموفد صحيفة "فلسطين" إلى إسطنبول، بالثناء على أهل غزة ومقاومتهم خصوصا، خلال الرد الموحد والمنسق من غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة على العدوان الإسرائيلي الذي بدأ باستشهاد 7 مقاومين شرق خانيونس مساء 11 نوفمبر الماضي.

وذكر تكروري أن هيئة علماء فلسطين في الخارج، تراسل أكثر من 14 ألف عنوان عن فلسطين وما يجري فيها بشكل دوري ومستمر، "ونلمس تفاعلًا حقيقًا" من هذه العناوين تجاه فلسطين وقضاياها.

وقال إنه رغم انشغال شعوب الأمة بحقوقهم وعدوان الطغاة عليهم في بلادهم، لكن فلسطين تشغل عليهم بالهم وتعيش في قلوبهم.

وتابع: "لا نكلّ ولا نملّ، ولن نفتر، ولن نسلم الراية، وسنبقى نحرك ونحرض، وسنبقى على تواصل مع كل الفئات وفي مقدمتهم العلماء والمؤسسات الشرعية والدينية لكي تبقى قضية فلسطين حاضرة"، مشددًا على أن الأمة "فيها أصالة وخير كثير".

ورأى "أن أهلنا في فلسطين وهم يقفون في وجه العدو إنما يدافعون عن كل بقعة من أرض العرب والمسلمين وخاصة في مناطق الجوار"، المحيطة بفلسطين.

وخاطب أهل فلسطين بالقول: "الأمة وأبنائها في كل مكان يعتقدون أن ما يجري عليكم إنما يصيب أجسادهم وأرواحهم، ويحسون به ويتفاعلون معه"، مدعمًا حديثه بأنموذج خروج مسيرات مليونية في مدن وعواصم عربية وإسلامية رفضًا لمحاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي إغلاق المسجد الأقصى المبارك صيف العام الماضي.

معاملة مختلفة

وأكد أن معاملة الفلسطيني تكون مختلفة لدى مكونات الأمة لأسباب متعددة؛ منها أن فلسطين من عقيدة ودين الأمة، وأبناء الأمة في كل أرجاء الأرض يشعرون أنهم منقوصو الكرامة مدام أن المسجد الأقصى محتل، وبالتالي هناك حرقة.

وأضاف سببًا آخر وهو أن شعبنا أصيل ويدافع عن قضيته ويعمل من أجلها بجد واجتهاد وهو تميز بذلك، والناس تهوى من يجذب العزة والثبات في مواجهة الطغيان لذلك شعبنا جذب أرواح الأمة إليه.

وفي سياق حديثه، تطرق رئيس هيئة علماء فسلطين بالخارج، إلى غزة مؤكدًا أنها "قهرت الجيش الذي قهر الجيوش العربية"، ووجّه التحية "للمجاهدين فيها وللصامدين عامة شيوخًا وشبانًا وأطفالًا ونساءً".

وعدّ أن أهل غزة البالغ عددهم أزيد من مليوني نسمة ويرزحون تحت حصار إسرائيلي منذ 12 عامًا، "ضربوا أروع الأمثلة في الصمود والثبات والتصدي للمحتل، بل المولى مكنهم أن يلقنوه دروسًا على قلة الإمكانات مقارنة بما لديه، ومدّد العالم الظالم له".

وأضاف أن أهل غزة "تمكنوا بأن يقفوا في وجه هذا العدو ويجعلوه يحسب ألف حساب لهذه البقعة الصامدة".

وتابع: "إن غزة صغيرة الحجم والاسم لكنها كبيرة الفعل في مواجهة العدو المحتل".

حراك التطبيع

وحول حراك التطبيع الجاري بين عواصم عربية والاحتلال، ذكر رئيس هيئة علماء فسطين في الخارج، أن الهيئة أصدرت ميثاقًا بتسع لغات ووقع عليه أكثر من 30 رابطة وهيئة و300 عالم من كبار علماء الأمة ضد التطبيع العربي والإسلامي مع دولة الاحتلال.

وهذا الميثاق بحسب تكروري، يعالج موضوع التطبيع السياسي مع الاحتلال، وقال إنه "تطبيع أنظمة يريد المولى أن يسقطها ويذلها، وليس تطبيع شعوب".

وأضاف أن "هذه الأنظمة اختارت لنفسها طريق الذل والهوان، وشعوبها ترفض هذا".

وشدد على أن الأنظمة التي تطبع مع كيان الاحتلال لن تكون آمنة حتى من الكيان ذاته فضلًا عن أن شعوبهم تقف ضدهم.

وتحدث في سياق منفصل، عن أواصر التعاون مع العلماء داخل فلسطين المحتلة، مشيرًا إلى أن هيئته تتواصل مع رابطة علماء فلسطين في غزة بينما الظروف في الضفة الغربية "لا تسمح بذلك".

وتابع: عندما يكون لدى الأخوة في غزة مؤتمر يتواصلوا معنا ونحن بدورنا نتواصل مع العلماء كي يدعموا ويشاركوا في هذه المؤتمرات.

وأكد أن "الدور الأساسي" الذي أنشأت من أجله هيئة علماء فلسطين في الخارج "أن تكون خادمًا لقضية فلسطين ومقاومة شعبنا ضد المحتل المجرم الذي يعتدي على مقدساتنا وأرضنا".

وهيئة علماء فلسطين في الخارج تتخذ من تركيا مقرًا رئيسيًا لها ينضوي تحته 250 عضوًا من حملة درجتي الماجستير والدكتوراه، بينا يمكن أن ينضوي تحت أفرع الهيئة المنتشرة في عواصم عالمية كل من يحمل شهادة شرعية.

وقال تكروري: "إن هؤلاء الأعضاء يتحركون صوتًا واحدًا معبرًا عن أهلنا في داخل فلسطين وجهادهم وصمودهم في وجه العدو".