قائمة الموقع

أطباء بلا حدود: جرحى غزة يواجهون مخاطر صحية كبيرة

2018-11-30T12:09:10+02:00
أكثر من 100 جريح تعرضوا لحالات بتر جراء إصابتهم

حذرت منظمة "أطباء بلا حدود" الدولية، من أن جرحى قطاع غزة، معرضون للخطر، نظرا لارتفاع أعدادهم، وخطورة إصاباتهم، وعدم مقدرة القطاع الصحي على تقديم العلاج اللازم لهم.

وأوضحت المنظمة، في بيان، أمس، أن العدد الكبير من جرحى العيارات النارية في غزة، ذوي الإصابات المعقدة والخطيرة، يفوق قدرة النظام الصحي على الاستجابة لها.

وبينت أن هذه الجروح ستؤدي إلى إعاقات جسدية ترافق الكثيرين طيلة حياتهم، بينما قد تكون نتيجة الالتهابات البتر أو حتى الوفاة.

و"أطباء بلا حدود"، هي منظمة مساعدات إنسانية دولية غير حكومية تتخذ من مدينة جنيف في سويسرا مقرا لها.

وحثت المنظّمة، سلطات الاحتلال الإسرائيلية على تسهيل وصول وعمل جميع مقدمي الرعاية الصحية، وناشدت دول المنطقة والعالم للمبادرة وتقديم التمويل لمستشفيات غزة.

وقالت: تتكشف الآن وبالحركة البطيئة فصول أزمة صحية في غزة مع ارتفاع الاحتياجات المتراكمة للجرحى الذين أُصيبوا برصاص جيش الاحتلال خلال مشاركتهم في فعاليات مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية.

وذكرت "أطباء بلا حدود"، أنها قدمت العلاج لـ 3117 جريحاً في الفترة ما بين 30 مارس/آذار و31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقالت إن بيانات وزارة الصحة تشير إلى إصابة 5866 جريحاً بالرصاص الحي، في منطقة الساق، ونتيجة لذلك يعاني 50 % منهم من كسور مفتوحة، بينما يعاني كثيرون آخرون من ضرر بالغ في الأنسجة الرخوة.

وأضافت: هذه الإصابات حرجة وخطيرة ولا تشفى بسرعة، وتشير خطورتها وعدم توفر العلاج الملائم في النظام الصحي المشلول في غزة إلى ارتفاع خطر الالتهاب لا سيما لدى مصابي الكسور المفتوحة.

وأكدت المنظمة الدولية أنها "زادت قدراتها في غزة ثلاثة أضعاف"، لكنها أضافت مستدركة: " إلا أن حجم الاحتياجات هائل".

وأكملت: تفتقر غزة حالياً لإمكانية تشخيص التهابات العظام، إلا أن منظّمة أطباء بلا حدود -ومن خلال خبرتها- تتوقع أن نحو 25% من مصابي الكسور حصلت لديهم التهابات، مع احتمال أن يكون الرقم الفعلي أكبر بكثير، "وهذا يعني أن من بين 3000 مصاب بكسور مفتوحة، أكثر من 1000 شخص من سكّان غزة يعانون من هذه الالتهابات".

وأوضحت المنظمة أن نسبة كبيرة من هؤلاء الجرحى سيحتاجون إلى جراحة تقويمية من نوع ما كي تلتئم إصاباتهم جيداً، إلا أن الالتهابات غير المعالَجة سوف تحول دون ذلك.

وجددت التأكيد أن هذا العبء يفوق قدرة النظام الصحي في غزة بوضعه الحالي وإثر سنوات الحصار التي تركته ضعيفاً.

وذكرت المنظمة أن الاستجابة الملائمة لعلاج هؤلاء الجرحى ستكلف "عشرات ملايين اليوروهات .. يجب تأمين هذا التمويل على وجه السرعة".

وعلق رئيس بعثة أطباء بلا حدود في فلسطين، ماري إليزابيث إنجريس، "أن يُترَك آلاف الجرحى ليداووا جراحهم بأنفسهم هو أمر يعافه الضمير لا سيما عندما يكون العلاج في متناول يد عالمنا".

ومنذ نهاية مارس/آذار الماضي، ينظم الفلسطينيون مسيرات سلمية قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948م، رفضا لصفقة "القرن" ورفضا للحصار، وتأكيدا على حق العودة.

وواجه جيش الاحتلال المسيرات السلمية، بعنف، واستشهد أكثر من 220 مواطنا.

وبحسب وزارة الصحة بغزة، فإن عدد الجرحى الذين دخلوا المشافي يبلغ 12,879 شخصا، 45.7 %، أصيبوا بالرصاص الحي في أطرافهم السفلية، والرأس والرقبة.

تظاهرة للجرحى

وفي السياق، نظم العشرات من ذوي الإعاقة في غزة، أمس، وقفة للمطالبة بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.

ورفع المشاركون في الوقفة شمال غزة، الأعلام الفلسطينية ولافتات كتبت بالعربية والانجليزية (لا إعاقة مع الإرادة)، و(إعاقتي سر قوتي).

وقال المسؤول في ائتلاف الناشطين لتبني قضايا الإعاقة مصطفى عابد، إن رسالة المشاركين ضرورة التدخل الدولي لوقف انتهاكات وجرائم الاحتلال بحق الأطفال والشبان في غزة.

وأضاف عابد أن أكثر من 100 جريح تعرضوا لحالات بتر جراء إصابتهم برصاص الاحتلال خلال مشاركتهم السلمية في مسيرة العودة، مؤكدا ضرورة تدخل الأمم المتحدة؛ لمنع الاعتداءات المتكررة بحق المدنيين وتوفير الحماية الدولية لهم.

وطالب المؤسسات الدولية بالتدخل لمنع تدهور الأوضاع الإنسانية للأشخاص ذوي الإعاقة في ظل نفاد 100 نوع من الأدوية والمستهلكات المساعدة لهذه الشريحة في قطاع غزة.

إلى ذلك، غادر الوفد الطبي الألماني المتخصص في جراحة عظام أطفال وجراحة اليد، مستشفى غزة الأوروبي، بعد إجرائه العديد من العمليات النوعية للأطفال المرضى، والتي استمرت زيارته لثمانية أيام.

وأوضح استشاري ورئيس قسم جراحة العظام واليد في المستشفى جمال أبو هلال، في بيان، أمس، أن الوفد أجرى عدة عمليات للأطفال الذين يعانون من مشاكل في العظام وخاصة عظام اليد، بمشاركة الطاقم المحلي، بهدف تبادل الخبرات ومساعدة المرضى أصحاب الحالات المرضية المستعصية.

وذكر أن هذه الزيارة تعتبر العاشرة للوفد لقطاع غزة، ومن المقرر أن يعود مرة أخرى في مايو القادم.

وأكد رئيس الوفد الطبي استشاري جراحة العظام، مارك سنكلير، أن الوفد اعتاد على زيارة المستشفى الأوروبي خلال العقد الأخير بالتعاون مع جمعية إغاثة أطفال فلسلطين "PCRF"، إلى جانب توفير المستشفى لطاقم طبي محلي للعمل مع الوفد.

وأشار سنكلير إلى أن معظم الحالات كانت مصابة بمشاكل وراثية في العظام، وبعضها ناتج عن حوادث، واصفا العمليات بالناجحة، حيث لم يتعرض أي طفل لأي مضاعفات.

يذكر أن مستشفى غزة الأوروبي يستقبل بين الحين والآخر العديد من الوفود الطبية التي تقوم بالكشف وإجراء العديد من العمليات الجراحية للمرضى في مختلف التخصصات ضمن قوائم معدة مسبقًا من قبل المستشفى.

اخبار ذات صلة