في العالم كله يحاكمون المتهم على ما قام به فعلًا، ولا يحاكمونه على نيّته. في العالم كله يحاكمون المتهم ولا يحاكمون ذويه، ولا يهدمون بيت أبيه وأمه. في إسرائيل وحدها دون بقية العالم يحاكمون المتهم وذويه، ويوقعون العقوبة عليه وعلى بيت أهله، ويحاكمون المتهم على نواياه، وليس على أفعاله، ويزعمون أنهم واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط، وأنهم يقيمون دولة النظام والأخلاق.
هكذا هي (إسرائيل) يقول رئيس لجنة الجهاز القانوني عضو الكنيست آفي ديختر: إنه "لا يوجد مكان للتمييز بين هجوم انتهى بالموت وهجوم انتهى بالجرحى"، واعدا بأن يتم هدم بيوت جميع منفذي العمليات مهما كانت نتائج عملياتهم، وقال ديختر: "ستتأكد اللجنة برئاستي من أن هدم المنازل بهدف الردع لا يعتمد فقط على النتيجة، وإنما أيضا على نية الإرهابي وخصائص الهجوم الذي قام به".
البغي عدوان وظلم، والبغي لا يحقّق ردعًا البتة، ولكن يولد مقاومة، ورغبة في الانتقام، وفي ظني أن دولة العدو قد مارست كل أنواع البغي والظلم، وقتلت على النية، وهدم بيوت المواطنين على النية، وكان هذا قبل ديختر، وما زال قائما في لجنته، وسيبقى بعده، ولكن هذا البغي لن يحقق لهم الأمن، ولن يسترجع لهم الردع.
في دولة العدو لا يوجد قانون يحمي الفلسطيني، أو يحمي حقوقه الرئيسة، القانون فقط للإسرائيلي، القانون عندهم يميّز بين الفلسطيني واليهودي، من قتل رابين لم يعاقب ذووه، ولم يهدم بيته، ومن حرق دوابشة لم يهدم بيته، ولم يعاقب ذووه، العقاب الجماعي وهدم البيوت للفلسطيني، التمييز العنصري في دولة العدو يحميه القانون، وتشكله ثقافة المجتمع، كل الفلسطينيين عندهم متهمون بنية التفكير في قتل اليهود، لذا هم يهتفون في مظاهراتهم الموت للعرب، الإجراءات القانونية التي تسلكها دولة العدو، ليست حقيقية، وليست من أجل تحقيق العدالة، بل هي من أجل خداع العالم، بأن إسرائيل دولة قانون، بينما هي دولة مافيا لا أكثر ولا أقل. وتصريحات ديختر الأخيرة تشهد على ما نقول.