أكّد عضو لجنة الحريات في الضفة الغربية، الأسير المحرر خضر عدنان، أن استمرار السلطة الفلسطينية بممارسة الاعتقالات السياسية بحق أحرار الضفة الغربية المحتلة، أمر يتنافى مع تصريحات المستوى الرسمي الفلسطيني حول وقف التنسيق الأمني والملاحقات الأمنية بناءً على الخلفيات السياسية.
وقال عدنان لصحيفة "فلسطين": إن لجان الحريات والهيئات الحقوقية والنخب الفلسطينية في الضفة الغربية، مطالَبة بالوقوف عند مسؤولياتها وأن تقول للسلطة الفلسطينية مرة تلو الأخرى إن "الاعتقال السياسي" جُرم محرّم يجب وقفه فوراً".
وكانت مصادر محلية، أفادت أن قوة من جهاز المخابرات العامة التابع للسلطة الفلسطينية اعتلقت الأسير المحرر لؤي الأشقر (42 عاماً) من مكان عمله بقرية صيدا في محافظة طولكرم شمال الضفة الغربية يوم الأربعاء الماضي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
ودأبت السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية منذ 2007، على تنفيذ عمليات اعتقال طالت مئات المواطنين الفلسطينيين على خلفية هوياتهم وأنشطتهم السياسية.
وأوضح عدنان أن المحرر الأشقر دخل في إضراب مفتوح عن الطعام والماء منذ اللحظة الأولى لاعتقاله، احتجاجاً ورفضاً لسياسة الاعتقال السياسي، مشيراً إلى أن هذا الأمر قد يكون له تداعيات خطيرة.
وأفرج الاحتلال عن الأشقر العام الماضي بعد قضائه 11 شهراً في الاعتقال الإداري المتجدد بتهمة الانتماء لحركة الجهاد الإسلامي، وهو شقيق الشهيد محمد الأشقر الذي اغتالته قوة إسرائيلية خاصة بعد اقتحامها سجن النقب الصحراوي في العام 2007.
وأكد المحرر عدنان، أنه من الواجب على كل فلسطيني حر مطالبة السلطة الفلسطينية بالإفراج عن المعتقلين السياسيين في سجونها، والدفاع عنهم معللا بأن ذلك من الثوابت الدينية والوطنية، مطالباً القوى والفصائل الفلسطينية بتفعيل دورهم في مطالبة السلطة بوقف الاعتقالات السياسية.
كما استنكر اعتقال الأسيرة سهى جبارة، طارحًا عدة أسئلة: "لا ندري ما الذنب الذي اقترفته ليتم اعتقالها؟ ولماذا لا تسمح السلطة للمؤسسات الحقوقية بزيارتها وكشف حقيقة اعتقالها؟ أين موقف المؤسسات النسوية من اعتقال أختهم جبارة؟".
وتابع بالقول: "في حال كانت معتقلة على قضية جنائية فهي والقضاء الفلسطيني تتخلصان، أما إن كانت معتقلة على خلفية سياسية، فمكانها ليس في السجون الفلسطينية إنما يجب تكريمها، خصوصا أن التهمة الموجهة إليها جمع أموال لعائلات الشهداء والأسرى".
ويذكر أن المواطنة سهى جبارة (31 عامًا) معتقلة لدى أجهزة أمن السلطة منذ الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري على خلفية سياسية، تخوض إضرابًا عن الطعام لليوم الخامس رفضًا لاستمرار اعتقالها.
وصرّح المحرر عدنان، بأنه زار مساء مؤخراً، عائلة المعتقلة جبارة في خطوة تضامنية لكسر حاجز الخوف لدى المواطنين خشية الملاحقة من أجهزة السلطة.
وفي السياق ذاته، كشف مصدر خاص لصحيفة "فلسطين": أن أجهزة أمن السلطة تعتقل ليث رداد (20 عامًا) نجل الأسير في سجون الاحتلال جاسر ردّاد، لتلقيه مبالغ مالية يقتات به وأسرته بعد اعتقال والده.
وأضاف المصدر: "السلطة تقول إن ليث وصلته مبالغ مالية من جهة خارجية، إما أن يسلم أهله هذا المبلغ أو يبقى داخل السجن".
يذكر أن الأسير جاسر رداد محكوم بالسجن المؤبد وخمسين عاماً بزعم تنفيذه نشاطات مقاومة للاحتلال والانتماء لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين.