فلسطين أون لاين

​لفّ الجنين.. عمليّة تحتاج خبرة طبيب

...
غزة/ صفاء عاشور:

تمرّ المرأة الحامل في أشهرها الأخيرة بكثير من حالات القلق والتوتر، خاصة فيما يتعلق بسلامة جنينها ومتابعة نموه، ليأتي الشهر الأخير الذي يجب فيه أن يكون وضع رأس الجنين نزل في الحوض استعدادًا للولادة.

إلا أنه في بعض الحالات قد لا ينقلب رأس الطفل إلى الأسفل في الحوض، وهو ما قد يدفعها للتفكير في بعض الحلول التي تقلب الجنين مثل لفه وتحريكه بواسطة طبيب مختص ذي خبرة بهذه العملية.

طبيب النساء والولادة د. عبد الكريم الهنداوي، أوضح أن عملية لف الجنين من الأمور التي كانت تستخدم في القدم وما تزال تستخدم في الطب الحديث، لافتًا إلى أنه يوجد حولها الكثير من الخلافات، فهناك أطباء يؤيدون إجراءها وآخرون يفضلون طرقًا أكثر أمانًا للأم والجنين.

وبين في حديث لـ"فلسطين" أنه مع تطور العلم الحديث؛ أصبح لف الجنين أمرًا مقبولًا، حيث أنه يخفف من الولادة القيصرية بنسبة 40%، مشيرًا إلى أن لف الجنين يعني تحويل الجنين من الوضعية المقعدية لأعلى الرحم، وجعل الرأس ينزل في حوض الحامل ليكون هو في المقدمة.

وقال الهنداوي: إن "نسبة نجاح عمليات لف الجنين تصل من 60-75%، وبالتالي هناك نسبة 30% يكون الطبيب فيها غير قادر على لف الجنين لأسباب عدة"، مشيرًا إلى أن هناك عوامل تؤثر على نجاح العملية، أولها: خبرة الطبيب الذي يقوم بهذه العملية وثانيًا: وزن السيدة حيث إنّ السيدة السمينة قد يكون من الصعب إجراء عمليات لف الجنين لها.

وأضاف: "وثالثًا: استرخاء الرحم، رابعًا: عمل العملية في وقت لا يوجد فيها طلق عند الحامل أو تقلصات في الرحم، خامسًا: أن تكون المشيمة بعيدة وألا تكون سابقة للجنين، وأن يكون السائل الأمنيوسي كافيًا حول الجنين وأن يكون هناك سهولة في عملية لفه".

وأردف الهنداوي: إن "هناك أسبابًا قد تؤثر وتقلل من فرصة نجاح العملية أو تمنع القيام بمثل هذه العملية، ومنها: وجود نزيف عن السيدة الحامل خاصة في الأشهر الثلاث الأخيرة للحمل، وأن تسبق المشيمة الجنين في النزول، تمزق في الأغشية المحيطة بالجنين ونزول السائل الأمنيوسي، الحمل المتعدد بالتوائم، إمكانية حصول تسمم الحمل بسبب الضغط المرتفع بالإضافة إلى وجود تشوهات في الجنين كالتشوهات في العمود الفقري أو البطن، أو وجود تشوهات في الرحم".

وبين أن موضوع التدوير له مخاطر ومشاكل، ونسبة المخاطر تصل إلى 1-2% ومن ضمنها التفاف الحبل السري وعمل عقدة، حدوث انفصام في المشيمة كليًا أو جزئيًا، امكانية حدوث ولادة مبكرة، أو أن يحدث أثناء عملية التدوير تمزق للأغشية المحيطة بالجنين مما يؤدي للولادة المبكرة.

وأكد الهنداوي ضرورة الابتعاد عن إجراء هذه العملية في العيادات الخاصة، وأن تكون في المستشفيات، وتجهز غرفة العمليات قبل البدء بعملية لف الجنين لتدارك أي حدث يمكن أن يحدث للأم أو الجنين.

وأشار الهنداوي إلى أنه قبل إجراء عملية لف الجنين، يجب عمل فحص دم شامل للأم وأن يوفر دمًا مطابقًا لحالتها تحسبًا لحصول نزيف، موضحًا أن عملية اللف يجب أن تحصل بعد الأسبوع الـ36 ليكون الجنين مكتمل النمو إذا حصلت حالة ولادة مبكرة.

وشدد على أهمية عمل تخطيط للجنين قبل عملية التدوير وبعدها، واستبقاء الحامل في المستشفى ساعة للاطمئنان عليها وعلى حالة الجنين، وعمل صورة فوق صوتية للجنين للتأكد من الوضعية الجديدة للجنين والمشيمة، والتأكد من أن الرأس نزل في الحوض، وأن الحالة مستقرة.

وذكر الهنداوي أن النصائح التي تتحدث عن أن الإطالة في السجود أو المسح بوضعية معينة؛ توصل الأطباء إلى أن لا قيمة لها في تدوير الجنين، ولكن تُنصح السيدات بمثل هذه الأمور للتقليل من التوتر الذي يصيب المرأة الحامل في أشهرها الأخيرة وللتقليل من العامل النفسي عندها.