فلسطين أون لاين

​بعد سطو السلطة عليها.. لجان الزكاة بالضفة تشكو الفقر

...
نابلس/ خاص "فلسطين":

تعاني لجان الزكاة في الضفة الغربية المحتلة، واقعًا مريرًا يهدّد استمرارها تارة ويشوّه قدسيتها ورسالتها تارة أخرى، في أعقاب سطو أيدي حركة "فتح" وأجهزتها الأمنية عليها، وغياب ثقة المواطن بها.

ففي الوقت الذي كان يتسابق فيه أهل الخير في الماضي للتبرع للجان الزكاة وتبني أنشطتها ومشاريعها باتت اللجان ذاتها اليوم بحاجة للمساعدات أكثر من أي وقت، بعدما أصبحت عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها تجاه الأسر الفقيرة، في ظل تراجع التعاطي مع رسالتها من أهل الخير.

وبين الفينة والأخرى تشهد مدن الضفة الغربية حملات منظمة من لجان الزكاة لجمع التبرعات والصدقات، بعد أن جفت منابع دعمها، بفعل ممارسات "فتح" وأجهزة السلطة التي غيّرت إداراتها واستولت عليها، ما أدى لعجزها عن توفير ما تحتاج إليه المشاريع الخيرية.

أحد العاملين سابقًا في لجان الزكاة بالضفة -فضّل عدم الكشف عن اسمه-، أكد أن الواقع الذي تعيشه اللجان في الوقت الراهن بات مثيرًا للحزن.

وقال خلال حديثه لمراسل صحيفة "فلسطين": "بعد أن كانت لجان الزكاة تُقدم المساعدة لكل من يطرق أبوابها، باتت هي اليوم تطرق أبواب الناس لمساعدتها في الإيفاء بالتزاماتها للأسر الفقيرة".

وأضاف: "في الماضي كان الناس يضعون ثقتهم كاملة بلجان الزكاة سواء في إنجازاتها وحجم المشاريع الخيرية، في ظل إدارتها من رجال أمناء على المال والمشاريع، لكن اليوم لم يعد هناك أي ثقة من المواطنين بلجان الزكاة ومن ثم لا تبرعات لها" .

وأوضح أن إدارات كثير من لجان الزكاة تعيش حاليًا أزمة خانقة بفعل الخلافات الداخلية على الصلاحيات بعد أن تحولت إلى مؤسسات تتحكم فيها الأجهزة الأمنية التي أغرقتها بالديون ووظفت أشخاصًا بلا معايير مهنية وفصلت آخرين على خلفية الانتماء السياسي وعلاقاتهم بالإدارات السابقة ذات الرموز والشخصيات الإسلامية التي نجحت في النهوض بلجان الزكاة والجمعيات الخيرية.

وعلى صعيد التمويل الخارجي، علمت "فلسطين" من مصادر خاصة، أن الكثير من الجمعيات والمؤسسات العربية الداعمة للجان الزكاة أوقفت مشاريعها وتحويل أموالها، بعد سيطرة "فتح" عليها، نتيجة لحالات الاختلاس وتراجع المهنية فيها.

وفي شكل آخر من أشكال الفساد الذي اعترى عمل لجان الزكاة وأدى إلى ضعفها، أن الكثير من مشاريعها الإنتاجية جرى استغلال تمويلها لصالح الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، لا سيّما المتعلقة بالصناعات الغذائية والمشاريع الزراعية.

وعلى صعيد آخر، فإن المواطنين، لا سيّما الفقراء منهم تأثروا بشكل كبير بطريقة تعاطي لجان الزكاة مع القضايا الاجتماعية وملفاتها سواء الأيتام أو الطلبة الجامعيون أو الفقراء والمحتاجون، من خلال تقليص المساعدات وحرمان مواطنين منها، إضافة إلى سحب الكثير من المشاريع التشغيلية من أصحابها وتركهم بلا معيل.

تجدر الإشارة إلى أن "فتح" والسلطة بالضفة عمدت عقب أحداث عام 2007، إلى إغلاق العشرات من الجمعيات والمؤسسات الخيرية والسيطرة على أخرى وتحويل تبعيتها لها بالكامل بعد أن غيرت إداراتها والسيطرة على مصادرها والمشاريع التابعة لها.