فلسطين أون لاين

"حدّ السيف".. نجاح نوعي للمقاومة وصفعة أمنية للاحتلال

...
غزة/ طلال النبيه:

مع إعلان كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" عن تفاصيل جديدة، حول العملية الاستخباراتية الفاشلة التي نفذتها وحدة إسرائيلية خاصة شرقي خان يونس جنوب قطاع غزة، سارعت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بحظر النشر والتعامل مع هذه التفاصيل عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية ومنصات التواصل الاجتماعي.

ويرى خبراء أمنيون ومختصون في الشأن الإسرائيلي، أن مسارعة سلطات الاحتلال لحظر النشر، يدل على أن المعلومات الأمنية التي نشرتها كتائب القسام خطيرة، وتؤثر على العمل الأمني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وخارجها، ما يشكل صفعة أمنية ثانية للاحتلال وأجهزة استخباراته.

ونشرت كتائب القسام، أمس، صورًا أوضحت فيها هوية عدد من أفراد القوة الإسرائيلية الخاصة التي حاولت تنفيذ مخطط أمني خطير في قطاع غزة، وصور المركبة والشاحنة اللتين استخدمتهما القوة، مبينة أنها تمكّنت من الوصول إلى مراحل متقدمة في كشف خيوط العملية الخاصة والخطيرة الفاشلة.

ويرى الخبراء، أن نشر القسام للتفاصيل الجديدة، يؤكد علمها بتفاصيل العملية الأمنية الفاشلة، معتبرين أن الكشف عن هذه التفاصيل يعدّ انتصارا جديدا لأمن المقاومة في قطاع غزة، وضربة وخسارة أمنية للاحتلال الإسرائيلي.

نجاح نوعي

الخبير الأمني محمد أبو هربيد، أكد لصحيفة "فلسطين" أن ما كشفته كتائب القسام يعد عملا جديدا ونوعيا لها وللاحتلال الإسرائيلي، الذي تعود على أن تكون عملياته الأمنية ناجحة دون ترك آثار خلفها.

وقال أبو هربيد: "النجاح يكمن في قدرة المقاومة على كشف تفاصيل العملية، والاستمرار في التعرف على مكوناتها ومفرداتها ككل، ما يعكس تقدمها في مكافحة العمليات الخاصة التي يشنها الاحتلال، كما تقدمت في المقاومة العسكرية".

وأضاف: "يخشى الاحتلال من التبعات الأمنية التي تكتشفها المقاومة، والتي لم تكتفِ بقتل الضابط الإسرائيلي، بل تعدت إلى تفكيك البيئة التي حضنت القوات الخاصة الإسرائيلية بما تشمل من أدوات وأماكن وعملاء"، مشيراً إلى أن ذلك يؤكد فشل الاحتلال وانتصار المقاومة معلوماتياً وأمنياً عليه.

وتابع: "يزداد الخوف لدى الاحتلال من وجود خلل استراتيجي في عمل قواته الأمنية، وتستطيع المقاومة فهم تفكير الاحتلال في مثل هذه العمليات، كونها تكون سرية ومكتومة أمنياً".

وحول تأثير ما نشرته كتائب القسام على المجتمع الإسرائيلي، أكد أبو هربيد أن هذه المعلومات أثرت معنوياً ونفسياً على الجمهور الإسرائيلي.

وأكد أن النجاح يزداد في قدرة المقاومة على التأثير في العقيدة الأمنية للاحتلال، وتأثر ثقة الجمهور بها، عن طريق اختراقه إعلامياً وفضح كذب الاحتلال عليه، مؤكداً أن الاحتلال يخفي خسائره الأمنية والعسكرية وفق معايير الرقيب العسكري الإسرائيلي.

ذهول (إسرائيل)!

الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي، قال: إن (إسرائيل) ذهلت من نجاح كتائب القسام، في الكشف عن صور ضباط الوحدة الخاصة التي تسللت الأسبوع الماضي إلى قطاع غزة، مشيراً إلى أن ذلك يدلل على تمكن القسام من تتبع خط سير تحركات الوحدة أثناء تواجدها في القطاع.

وقال النعامي في تعقيب له عبر صفحته في "فيسبوك": "إن المعلومات التي لدى الكتائب تتجاوز بكثير تلك المتعلقة بظروف الاشتباك، وهذا ما سيمكنها من كشف طبيعة المهام التي حاولت الوحدة تنفيذها، إلى جانب طرائق العمل المتعلقة بها".

وأضاف: "هذا الكشف سدد ضربة للجهد الاستخباري والعسكري، على اعتبار أن أعضاء الوحدة عادة ما ينفذون عمليات سرية في العديد من الدول"، مبيناً أن ذلك يعني "أن قدرة هذه الوحدة على تنفيذ مهام في هذه الدول سيكون محفوفا بالمخاطر على اعتبار أنه سيسهل الكشف عنهم".

وتابع في تعقيبه: "سؤال المليار دولار بالنسبة لـ(إسرائيل) هو كيف تمكنت كتائب القسام من الحصول على هذه الصور، سيما وأن بعض الصور، على ما يبدو التقطت خارج إطار العمل، وبالتالي لا يمكن الحصول عليها من خلال كاميرات المراقبة".

نجاح المقاومة

الباحث والمحلل السياسي حمزة أبو شنب، أوضح أن نشر المقاومة الفلسطينية صورًا للوحدة الإسرائيلية الخاصة، تحمل أبعاداً أمنية لا تحصرها جغرافية قطاع غزة.

وأوضح أبو شنب لـ"فلسطين" أن الوحدة تتبع لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (سييرت ماتكال)، والمناط بها تنفيذ مهام استخبارية معقدة، على مستوى فلسطين المحتلة وخارجها، مؤكداً وجود خشية إسرائيلية من نشر هذه الصور.

وقال: "الخشية الإسرائيلية من نشر الصور هو اكتشاف أنشطة خارجية سرية للفريق خارج حدود فلسطين المحتلة، مما سينعكس بالضرر على منظومة الاستخبارات لجيش الاحتلال، بعد نجاح المقاومة في إحباط المخطط الاستخباري في القطاع".

وأضاف أبو شنب: "بتقديري سيتابع العديد من رجالات الأمن والاستخبارات الفاعلين في الدول الأعداء والأصدقاء للعدو الإسرائيلي كل معلومة تنشرها المقاومة عن العملية؛ لما تشكلها هذه الوحدة من أهمية في أنشطة العدو الاستخبارية".

وكانت كتائب القسام أعلنت في 11 نوفمبر الماضي، عن إفشالها مخططا إسرائيليا كبيرا كان يستهدف المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.