حذرت مؤسسات وهيئات فلسطينية، من محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي تغير الوضع القائم في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.
وحث هؤلاء (وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، والهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، واللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم) منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، "يونسكو"، على القيام بدورها، وحماية المسجد الإسلامي المدرج ضمن التراث العالمي.
وقال وزير الأوقاف يوسف ادعيس، في بيان، أمس، إن الاعتداءات المتعلقة بإغلاق المسجد الإبراهيمي تفسح المجال لقطعان المستوطنين للسيطرة عليه ومنع المسلمين من دخوله لأداء عباداتهم بسلام وأمان.
وندد ادعيس بسماح سلطات الاحتلال، بإضافة مصعد كهربائي "تحت مبررات واهية" في الإبراهيمي، مشددا أن المصعد الكهربائي "سيمس بسلامة البناء التاريخي والتراثي، بالإضافة لتعارضه مع قرار اليونسكو القاضي بضرورة الحفاظ على المسجد كجزء من التراث الإنساني، دون عبث فيه من خلال التعديات التي يتم تسويقها إنسانيًا".
ولفت النظر إلى أن المسجد الإبراهيمي في الخليل، يتعرض لحملة شرسة من اعتداءات ومحاولات للسيطرة وبسط السيادة الإسرائيلية عليه، مجددا التأكيد أن الإبراهيمي وقف إسلامي، لا يحق لغير المسلمين استخدامه والتعدي على حقهم فيه تحت أيٍّ من الحجج التي يتم اختلاقها.
وقال: "حق إدارة المسجد بكامل مساحاته ومرافقه، ومن يمتلك القرار الخاص بالقيام بالإجراءات الفنية والتقنية، هو فقط وزارة الأوقاف والشؤون الدينية التي تمثل سيادة دولة فلسطين عليه رغم ما يتعرض له من احتلال وتقسيم زمني ومكاني".
ودعا ادعيس المؤسسات الدولية وخاصة منظمة "يونسكو" صاحبة العلاقة في شأن للحفاظ على أماكن التراث الإنساني والثقافي الفلسطيني بنصوص قراراتها وخاصة المسجد الإبراهيمي.
وحثّ المواطنين عامة، وأبناء محافظة الخليل خاصة، على ضرورة شد الرحال للإبراهيمي وإعماره بالتواجد فيه سواء خلال الصلوات المفروضة أو من خلال الرحلات الأهلية والمدرسية.
كما حذرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، من المحاولات الإسرائيلية لتغيير الوضع القائم في الإبراهيمي، وتشويه معلمه التاريخي والحضاري.
وأشار الأمين العام للهيئة د.حنا عيسى، في بيان، أمس، إلى جملة الانتهاكات التي تمس حرمة الحرم الإبراهيمي، متمثلة بالاقتحامات الدورية والاحتفالات الصاخبة للمستوطنين، ومنع المواطنين من الصلاة ورفع الأذان في المسجد.
وعد عيسى عزم سلطات الاحتلال على تغيير الطابع العام للحرم الإبراهيمي، إصرارا إسرائيليا على السياسة الاستفزازية التي تنتهجها حكومة الاحتلال، مشيرة إلى أن هذا التدنيس والانتهاك لحرمة المقدسات ليس الانتهاك الأول لحرمة الإبراهيمي ، بل هو خطوة من خطوات تهويد الحرم الممنهجة.
وأكد أن المسجد الإبراهيمي مسجد إسلامي خالص، لا حق لليهود فيه، وأن الاجراءات التي تم اتخاذها منذ العام ١٩٩٤ باطلة ويجب إلغاؤها، مناشدا في الوقت ذاته، المؤسسات الدولية للتدخل والحفاظ على أماكن التراث الإنساني والثقافي الفلسطيني.
والحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، التي تعد المدينة الفلسطينية الأكبر في الضفة الغربية، ويعيش فيها أكثر من 200 ألف فلسطيني وبضع مئات من المستوطنين اليهود المتطرفين في مستوطنة (كريات أربع).
والحرم الإبراهيمي مقسم حاليًا من قبل سلطات الاحتلال إلى جزأين يصلي المسلمون في جامع إبراهيم، بينما يؤدي اليهود طقوسهم في موقع آخر، ويمنع المسلمون من الصلاة فيه خلال الأعياد والمناسبات اليهودية.
تراث عالمي
من جهته، استنكر رئيس اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم محمود إسماعيل، "النوايا الخبيثة" للاحتلال بتغيير معالم الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل.
وأكد إسماعيل، في بيان، أمس، أنه لا حق للاحتلال بفعل ذلك بناءً على القرارات الأممية التي اعترفت بعروبة وإسلامية هذا المكان وعلى رأسها قرارات "يونسكو"، وبالتالي فأن المؤسسات الدينية ممثلة بوزارة الأوقاف ومحافظة وبلدية الخليل هي المؤسسات الوحيدة التي لها الحق برعاية المكان.
وقال: إن "هذه الممارسات وكما فعل الاحتلال بالعاصمة القدس، تهدف فقط لنزع الطابع الإسلامي والعربي الأصيل والتراثي، عن الأماكن المقدسة للمسلمين، بهدف إدخال بعض الملامح الحديثة التي تهدف لتغيير الصورة الذهنية لدى الزوار عن المدينة".
وأوضح أن هذه التعديلات غير القانونية ما هي إلا تعدٍ على الإرث الحضاري للبشرية في هذا المكان الذي يعُود تاريخه الذي بُني عليه المسجد إلى عهد النبي إبراهيم عليه السلام.
ودعت اللجنة الوطنيةالمنظمات والمؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية وعلى رأسها منظمة "يونسكو" لإنقاذ التراث الفلسطيني من المحاولات الهادفة للطمس والتغيير، مؤكدةً على أن الثابت الوطني والثقافي لا يمكن حذفه أو تعديله أو استبداله.