أبت نيكي هايلي أن تغادر موقعها مندوبةً في الأمم المتحدة دون رفع الستار عن وجه أمريكا الصهيوني، والمعادي للأمة العربية والإسلامية، وهي تتقدم إلى الجمعية العامة بمشروع قرار يدين حركة حماس التي قصفت المدنيين اليهود المساكين في محيط غزة!
نيكي هايلي التي تختصر مقاومة الشعب الفلسطيني بكلّ أطيافه للاحتلال الإسرائيلي بحركة حماس، تهدف إلى الفصل بين الشعب الفلسطيني وحركات المقاومة، والترويج لأكذوبة المحرقة اليهودية الجديدة على يد المقاومين، للتغطية على جرائم الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني.
نيكي هايلي تعرف أن لا أغلبية معها في الجمعية العامة، لذلك فإن الرد على هذا العدوان الأمريكي في الأمم المتحدة لا يتمثل بالنفي وتكذيب تهمة إطلاق القذائف العشوائية من غزة على المدن الإسرائيلية، بل العكس من ذلك، فإن الشعب الفلسطيني الذي يعيش تحت الاحتلال، والذي طرد من أرضه فلسطين، ويعيش تحت الحصار، مهتم بأن يوصل رسائله إلى المجتمع المدني الإسرائيلي الذي يغتصب أرض فلسطين، ويسكن بيت الفلسطيني، ويشرب قهوته كل صباح على أنغام الحصار لقطاع غزة، وتوسع المستوطنات في الضفة الغربية، هذا المغتصب الصهيوني متهم باحتلال أرض الفلسطينيين، وعليه أن يتذكر أن هنالك شعبًا له حقوق تاريخية وسياسية، حتى ولو كان ذلك عن طريق قذائف بدائية، تطلقها المقاومة في رحلة التفتيش عن العدالة، التي مثلتها بعض قرارات الجمعية العمومية التي ترفض (إسرائيل) تطبيقها.
من هنا؛ فإننا نطالب مندوب فلسطين في الأمم المتحدة ألا ينشغل بالنفي وإنكار حقنا في المقاومة، وألا ينشغل في تقديم القرائن على العدوان الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين فقط، بل نطالب مندوب فلسطين أن يستثمر مشروع القرار الأمريكي في الدفاع عن القضية الفلسطينية من زوايا عديدة، خلافًا لما أرادته نيكي هايلي، وليتم التركيز على جذر الصراع، وأن إطلاق القذائف من غزة لم يأتِ من قِبل حركة حماس فقط، وإنما هي إرادة الشعب الفلسطيني كله في مقاومة الاحتلال والظلم التاريخي، بعد أن صدق أكذوبة السلام، ومشى خلف الوسيط الأمريكي 26 عامًا دون أن يأخذ دولة، ولذلك فإن المقاومة هي الرد العملي على تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والشتات، مع ضرورة التذكير بما تتعرض له الأرض الفلسطينية في الضفة الغربية من مصادرة واستيطان، وما يلاقيه الإنسان الفلسطيني في الضفة الغربية من عذاب على الحواجز الأمنية، وأنه سيمشي على طريق المقاومة التي مشى عليها أخوه الفلسطيني في غزة، وليتحمل المدني الإسرائيلي الذي يغتصب الأرض، ويصادرها لأطماعه، ويواصل محاصرة 2 مليون مدني فلسطيني في قطاع غزة، ليتحمل مسؤولية عدوانه.
قد يبدو المشهد الدفاعي الفلسطيني عن الحق بهذه الطريقة غريبًا، وقد يبدو هذا المنطق لا يتناسب والجمعية العامة للأمم المتحدة، ولكنها الحقيقة التي يجب أن تسمعها نيكي هايلي، وداني دانون ممثل الصهاينة في الأمم المتحدة، عليهم سماع الصوت الفلسطيني الجديد، صوت الإصرار على المقاومة الفلسطينية بكل السبل، ولا سيما بعد أن تاهت القضية الفلسطينية في أروقة الامم المتحدة كل هذه السنين.
وسيجد العزف الفلسطيني الجديد على أوتار المقاومة صداه لدى شعوب الأرض جميعها، ولدى الضمير العالمي الرافض للظلم والغطرسة، والذي أثبت على مدار السنين الطويلة أنه يكره العدوان الإسرائيلي، ولما يزل مؤيدًا للقضية الفلسطينية، فسكان الأرض لن يجمعوا على باطل، طالما ظل الحق متماسكًا، وأصر أصحابه على الدفاع عنه بكل ما لديهم من قوة.
ملاحظة: كتبت نيكي هايلي قبل أيام على حسابها في تويتر: استمتع بالاجتماع مع نتنياهو، تناقش معه قضايا عديدة!
هي تستمع مع نتنياهو ومع داني دانون، وأهل فلسطين يتعذبون!