فلسطين أون لاين

"أونروا" تعلن خفض عجزها المالي إلى 21 مليون دولار

​مشعشع:ميزانية الطوارئ لـ"الأونروا"أهم تحدياتنا في 2019

...
وقفة سابقة في غزة رفضاً لتقليصات أونروا(محمود أبوحصيرة)
عمان / غزة - طلال النبيه - أحمد المصري

أعلن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بيبر كرينبول، عن تقليص العجز المالي في ميزانية الوكالة لعام 2018، إلى 21 مليون دولار، رغم وقف المساعدات الأمريكية.

وقال كريبنول في كلمته الافتتاحية للهيئة الاستشارية في الأردن، أمس، أمام ممثلي الدول المتبرعة والمضيفة: "تمكنا من خفض العجز من 446 مليون دولار إلى 21 مليونًا فقط لعام 2018"، شاكرًا الأطراف لدعمهم المالي والسياسي لـ"أونروا".

وأوضح أن المنظمة بذلك تمكنت من تجاوز أزمة التمويل الخانقة التي نجمت عن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف تمويلها.

واعتمدت "أونروا" على ميزانية حجمها 1,2 مليار دولار لعام 2018 لكنها واجهت فجوة قدرها 446 مليون دولار عندما أعلنت إدارة ترامب أنها ستقطع مساعداتها.

وقال كرانبول: "هذه نتيجة مشجعة"، مؤكدًا أنها تحققت بمساعدة الأردن ودول خليجية والاتحاد الأوروبي التي زادت من مساهماتها.

وأوضح أنه "كان هناك تحرك رائع من قبل دول خليجية خصوصا السعودية والكويت والإمارات وقطر فقد ساهمت كل منها بـ50 مليون دولار".

وأشار كرانبول إلى أنه "مع هذه النتيجة المهمة ما زال هناك 21 مليون دولار نحاول جمعها، ونحاول الحفاظ على هذا المستوى من الدعم لعام 2019".

ومطلع 2018، قررت الإدارة الأمريكية، خفض الدعم السنوي الذي تقدمه البلاد للوكالة، من 365 مليون دولار إلى 125 مليونا، لم تقدم منها للعام الجاري إلا 60 مليونا فقط، قبل أن توقفها كليا في 31 أغسطس/ آب 2018.

"ميزانية الطوارئ"

من جانبه، أكد الناطق الرسمي لوكالة "أونروا"، سامي مشعشع، أن اللاجئين الفلسطينيين عانوا الأمرين في عام 2018، بسبب الأزمة المالية والوجودية للوكالة، ومحاولات إنهائها وإضعافها وتجفيف مواردها.

وأوضح مشعشع، لصحيفة "فلسطين"، أمس، أن أبرز التحديات التي تواجه المنظمة الأممية خلال عام 2019، هي ميزانية الطوارئ في قطاع غزة وسوريا، منبهًا إلى أن الأزمة المالية للوكالة دائمًا موجودة، ولكن بمستويات مختلفة.

ودعا مشعشع المجتمع الدولي إلى التبرع لصالح المؤسسة الدولية بشكل ثابت، وليس لمرة واحدة، "كي نصل إلى ثبات مالي للوكالة في عام 2019، والأعوام التي تليه".

وتأسست "أونروا" بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وهي: الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة.

تحسين الخدمات

بدوره طالب مدير عام الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين علي هويدي، "أونروا"، بتحسين خدماتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وذلك بعد إعلان انخفاض قيمة عجزها المالي.

وقال هويدي في تصريحات خاصة لـ"فلسطين": "بعد إعلان وكالة أونروا انخفاض قيمة عجزها المالي، لا بد أن نرى ونلمس انعكاسات إيجابية ملحوظة على طبيعة الخدمات التي تقدمها الوكالة للاجئين في أماكنهم كمًّا ونوعًا".

وأضاف هويدي: "بقي لنهاية سنة 2018 حوالي 40 يومًا، ومن غير المستبعد وفق معادلة استمرار دعم الأونروا من الجهات الدولية أن نصل إلى صفر عجز، إن لم يكن من فائض، وهو ما يتطلب أن يرى في ظله تحسنا في الخدمات وليس العكس".

ونبه إلى أن أونروا وإلى جانب الإعلان عن خفض عجزها المالي "تلقت ما هو جديد ونوعي" من دول العالم، حيث صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء الجمعة الماضية لصالح قرار بأهميّة دور "الأونروا".

وحصل القرار على أغلبيّة تصويت 158 دولة، واعتراض 5 دول، وامتناع 7 آخرين عن التصويت، في حين أعلنت كرواتيا عن تبرعها للوكالة بمبلغ 250 ألف يورو، ولوكسمبورغ 4 ملايين يورو لسنة 2019، بزيادة قدرها 250 ألف يورو.

وعبر هويدي عن أمله بأن ينعكس الدعم مباشرة على واقع اللاجئين في مناطق عمليات الوكالة الخمس مباشرة، ودون أي تأخير أو تباطؤ، والدخول في سبعينية "الأونروا" سنة 2019 دون أي أزمة مالية أو إدارية.

فشل تجفيف التمويل

من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزّت الرشق: إنَّ كل المساعي الرّامية إلى تفكيك وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، عبر وقف تمويلها وتجفيف مصادره، قد فشلت.

وأعاد الرشق في تصريح صحفي لـ "قدس برس" أمس، سبب مساعي تفكيك الأونروا إلى الجهود العربية والإسلامية والدولية التي تضافرت من أجل سدّ الفجوة المالية في موازنة الوكالة الأممية.

وشدد على أن "هذا الفشل يعدّ خيبة أمل كبيرة لإدارة ترمب وقادة الاحتلال، وفشلًا سياسيًا جديدًا لهم على المستوى الدولي"

وذكر أن ترمب وقادة الاحتلال كانوا يسعون من خلال تفكيك الأونروا إلى تحقيق أهدافهم الرّامية لطمس معالم وإنهاء وجود الشاهد الأخير على جرائم الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، وصولًا إلى تصفية القضية الفلسطينية.

ونوّه القيادي في حماس إلى أهمية استمرار عمل الوكالة الإنساني في تقديم خدماتها والقيام بواجباتها تجاه ملايين اللاجئين الفلسطينيين.

وأوضح أنَّ الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافة "لن يتنازل عن حقوقه الثابتة والمشروعة، وعلى رأسها حق العودة، ورفض بشكل قاطع كل مشاريع وأشكال التوطين".

وثمّن الرّشق عاليًا كل الجهود العربية والإسلامية والدولية التي بُذلت بعد قرار الإدارة الأمريكية وقف دعم الوكالة كليًا، داعيًا إلى اعتماد استراتيجية واضحة وجادة، لإيجاد حل جذريّ لأزمة الأونروا.

وطالب عضو المكتب السياسي لحماس، بأن تضمن الاستراتيجية تمويلًا دائمًا لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، "وتحيّد الحسابات السياسية الظالمة للإدارة الأمريكية وترفض الدعاية الصهيونية المغرضة".