قلنا إن زلزال جولة القتال الأخيرة لن يقف عند استقالة ليبرمان وزير جيش الاحتلال وخروجه من الحكومة. ولا عند استقالة وزيرة الاستيعاب والهجرة.
الموجات الارتدادية للزلزال عديدة، وقد بدأت بتخطئة وسائل الإعلام لليبرمان في توقيت استقالته، ورأت أنه كان يجب عليه الانتظار فترة أسبوع أو أكثر حتى لا يعطي حماس علامة انتصار؟!
ومن الموجات الارتدادية واسعة النطاق تعدد استطلاعات الرأي الصهيونية التي درست تأثير الجولة الأخيرة على مواقف الأحزاب من الانتخابات ومن أداء نتنياهو المتهم بالجبن وحب الكرسي، وأداء الوزراء الآخرين, حيث لخص استطلاع الرأي الذي أجراه معهد ( بانل بوليتكس) :" إن غالبية الإسرائيليين يعتقدون أن حماس خرجت منتصرة، بالإضافة إلى أن الغالبية غير راضين عن أداء نتنياهو، ووزير الجيش المستقيل ليبرمان".
ومن المعلومات الرقمية التي ذكرها الاستطلاع: أن 50% من المستطلعة آراؤهم يعتقدون أن حماس فازت في المواجهة الأخيرة. وأن 70% غير راضين عن أداء نتنياهو. وإن 55% يؤيدون استقالة ليبرمان. وإن 43% يدعمون انتخابات مبكرة. وثمة اختلاف واسع بين المستطلعة آراؤهم حول الشخصية التي تصلح لوزارة الجيش.
هذه بعض المعلومات الرقمية التي تتشكل منها الموجات الارتدادية لزلزال المقاومة، وربما يكون آخرها قرار الانتخابات المبكرة، الذي يبدو أنه سيتأخر لبضعة أسابيع حتى لا يعطي العدو حماس علامة فوز أخرى. إن الحكومة القائمة ستعمل بشكل مشلول بأغلبية 61 صوتا، وهذا يحرمها من الاستقرار والبقاء, لا محالة في ذلك.
الموجات الارتدادية القاسية لم تضرب حكومة نتنياهو فحسب، بل ضربت بتداعياتها المؤلمة كل من زعموا أن حماس باعت القضية بالكهرباء والمال القطري، وأنها مهدت بتصرفها لصفقة القرن، وحسبنا أن أصحاب الضمير ممن خدعوا بدعاية فتح عادوا عن موقفهم واعتذروا لحماس وللمقاومة، وهذا ما يجدر أن يحصل تباعا مع كل ذي ضمير يحترم رجولته وعقله.