أدان متحدثون باسم فصائل فلسطينية، بشدة تطبيع دول عربية مع (إسرائيل)، واستقبالها قادة ومسؤولين في حكومة الاحتلال على أراضيها.
وانطلق المسير البحري الـ16، مساء أمس، بمشاركة آلاف المواطنين وعشرات قوارب كسر الحصار، إلى أقصى شمال غرب قطاع غزة، رفضًا لاستمرار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي، والحصار المفروض على القطاع منذ ما يزيد عن 12 سنة.
ونظمت فعاليات الحراك البحري بعنوان "بحراكنا نواجه عار التطبيع"، وأقيم مهرجان قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة سنة 1948، وعلَّق القائمون عليه صورة على منصة المهرجان، لشهداء كتائب القسام الذين أفشلوا مهمة استخبارية معقدة حاولت قوة خاصة إسرائيلية تنفيذها، شرقي خانيونس، في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
وأكد عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية إياد عوض الله، أن المشاركة الحاشدة في الحراك البحري وكذلك في "جمعة التطبيع جريمة وخيانة"، وجهت رسائل قوية مفادها؛ أن قوة الإرادة والعزيمة التي يتسلح بها أهالي قطاع غزة، أقوى من كل المؤامرات والمخططات المشبوهة.
وشدد عوض الله، في كلمة باسم الهيئة الوطنية لمسيرات العودة، أن هذه الرسائل وصلت الاحتلال وأعوانه والإدارة الأمريكية والمجتمع العربي والمطبعين مع (إسرائيل).
كما أكد استمرار مسيرات العودة بطابعها الشعبي وفقًا لبرنامج فعالياتها في شرق وشمال وغرب قطاع غزة، وتمسك الهيئة الوطنية بأهداف المسيرات التي انطلقت لأجلها.
وقال إن المشاركة الواسعة للجماهير في ميادين العودة والتحامها مع المقاومة المسلحة، دليل قوي على تكامل النضال الشعبي مع النضال المسلح.
وأضاف: إن "إنجاز المصالحة واستعادة الوحدة على أسس وطنية كفاحية وفقًا لما اتفق عليه في القاهرة 2011، والاستفادة من الوحدة الوطنية والشعبية التي تجسدت في الميدان بقطاع غزة، خطوة ضرورية تعزز نقاط القوة لدينا وتوحدنا في مواجهة جرائم الاحتلال ومؤامرات التصفية".
وعدَّ أن "هرولة بعض البلدان العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني، طعنة غادرة في خاصرة شعبنا، وجريمة وعار على هذه الدول التي أصبحت تتغنى على المكشوف بلقاءات التطبيع"، مشيرًا إلى أن "الهيئة الوطنية لمسيرات العودة على قناعة تامة بأن الجماهير العربية موقفها ثابت من القضية الفلسطينية وستبقى تناضل ضد محاولات الاعتراف بالكيان الصهيوني".
بدوره، أشاد القيادي في حركة حماس، حماد الرقب، بما قدمته كتائب القسام في شرق خانيونس، وكشفها لقوة خاصة حاولت تنفيذ مهمة استخبارية وإفشالها، ما أدى إلى مقتل ضابط في جيش الاحتلال وإصابة آخر.
وعبر الرقب في كلمته، عن رفض الشعب الفلسطيني الشديد للتطبيع العربي مع الاحتلال، واتهم المطبعين بأنهم "لا يقفون مع الشعب الفلسطيني، وإنما هم من سلموا فلسطين إلى الاحتلال".
وأضاف: إن "الذين يطبعون مع العدو، يعتقدون أن أمريكا القوة الدائمة لـ(إسرائيل) قادرة وباقية، ونسوا أن الله من فوقهم قاهر وقدير ومنتقم، ونسوا أن كل سنن التاريخ تقول إن الظلام إن طال ظلهم فهم إلى زوال".
وشدد على أن مسيرات العودة مستمرة بكل فعالياتها الممكنة، مضيفًا "مرة سنقاتل بالمسيرات الشعبية، ومرة نحتضن البنادق والحراب بكل الوسائل الممكنة".
من جانبه، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي عبد الجواد العطار، إن المشاركين في المسير البحري قرب موقع "زيكيم" العسكري، شمالاً، يشكلون الصف الأول في المواجهة مع جيش الاحتلال.
وأضاف عبد الجواد في كلمته، أن عشرات آلاف المحاصرين خرجوا لإيصال رسالتهم إلى الاحتلال بأنهم مستمرين في المسيرات حتى تحقيق أهدافها.
وكانت مسيرات العودة انطلقت في 30 مارس/ آذار الماضي، للمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها عام 1948، ورفع الحصار عن قطاع غزة.
وتخلل المهرجان الذي أقيم ضمن فعاليات الحراك البحري، فقرات تراثية وفنية ودبكة شعبية، وإلقاء قصائد شعر وطنية.
وقال الصياد خالد الهسي، المفرج عنه من سجون الاحتلال بعد اعتقال أشهر، إنه كان أحد المشاركين في سفينة الحرية الثانية لكسر الحصار برفقة مساعدي القبطان محمد الهسي، وعدد من الجرحى والمرضى والطلاب الممنوعين من السفر.
وأضاف الهسي في كلمته ، إن "الغطرسة الصهيونيةمنعتنا من مواصلة ذلك الحلم، واعتقل جيش الاحتلال كل من كان على متن السفن".
وأكد أن الحراك البحري التي تخوضه سفن كسر الحصار ومعها الجماهير الفلسطينية، له دور كبير في إزعاج قادة الاحتلال، لذلك سعوا بكل الطرق لإيقاف هذا الحراك واعتقال المشاركين وقتل المتظاهرين ومنعهم من الوصول للسياج الفاصل.