قائمة الموقع

​متى تحتضن أم رامي عنبر ابنها محررًا؟

2018-11-18T09:06:53+02:00
والدة الأسير رامي عنبر

في السابع عشر من أبريل/ نيسان لعام 1980 أبصر نور الحياة، وتنشّق لأول مرة هواءً مباركًا في أرضٍ طيّبة، فانتفخت رئتاه بعشقٍ فلسطينيٍ أصيل، فنبتت محبّة في القلب المنتشي!

لم تكن الأم تعلم في تلك الساعة أنها وضعت طفلًا سينمو لتزهر في أحشائه كرامة، وعزّة، وإباء.. ستكلّفه غاليًا، وتكلّفها معه! "فلسطين" تتحدث اليوم عن قصة الأسير رامي عنبر.

ترعرع الأسير رامي عنبر في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وتعود أصوله إلى بلدة "جولس" - قرية عربية تقع في منطقة الجليل-، واعتقل على حاجز أبو هولي في الثلاثين من مايو/ أيار لعام 2002، كما قالت والدته أم بلال عنبر.

أم بلال تابعت والدموع تملأ عينيها: "حكم عليه بالسجن ١٨عامًا بتهمة الانتماء لحركة فتح ومقاومة الاحتلال، وكان عمره عند الاعتقال ٢١ عامًا، وأمضى من محكوميته ١٦ عامًا و٦ أشهر".

وقالت وعبراتها تخنق أنفاسها: "اعتقله الاحتلال وكانت زوجته حاملًا في شهرها الأول بابنته ريم، وولدت ابنته ريم وهو في السجن"، مشيرة إلى أنه لم يرَ ابنته إلا في عمر ١٢ عامًا بعد سماح الاحتلال بزيارة أبناء الأسرى فوق سن ١٠ سنوات.

لم تقتصر معاناة أمهات الأسرى على فقدان أبنائهن خلف قضبان الاحتلال، بل طالت هذه المعاناة الذل والإهانة عند الزيارة، فعرقلة من جهة وإساءة في المعاملة من جهة أخرى تتلقاها أمهات الأسرى في أثناء الزيارة.

وأردفت الأم: "لم أرَ ابني رامي منذ ثلاث سنوات لأنني ممنوعة من الزيارة، وتزوره زوجته وابنته، وتكون الزيارة كل شهرين، وآخر زيارة لهما كانت في التاسع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الجاري.

وتابعت القول: "هي رحلة عذاب لأهالي الأسرى تستغرق ساعات طويلة تقتصر على الطريق، على الرغم من أن الزيارة لا تتجاوز الأربعين دقيقة"، موضحة أنهم لا يستطيعون التحدث معه إلا من خلال هاتف، وزجاج عازل بينهم، ويذهب وقت الزيارة والصوت غير واضح أو يقطع.

"أنتظر بفارغ الصبر أضمك يما، وأشم نفسك، مشتقالك كتير يما، طال المشوار يا رامي، وطالت الغيبة يا حبيبي"، بهذه الكلمات تابعت أم الأسير رامي حديثها.

وطالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وجميع المؤسسات الدولية بالتدخل الفوري والعاجل لحل معاناة الأسرى داخل السجون، الذين يعانون سوء التغذية وسوء التدفئة، ويحرمون من إدخال الملابس الشتوية والأغطية لمواجهة الشتاء.

ودعت المقاومة للتمسك بجنود الاحتلال الموجودين لديها، حتى يفرج عن جميع الأسرى من سجون الاحتلال.

أخيرًا.. توفي والد رامي، من كان يعيل أسرته بعد أن غيبه الأسر، وحال الأسرى اليوم.. أمٌّ تبكي فراق ابنها عنها، وزوجةٌ تقتات من ذكريات لأيام قليلة رافقت فيها زوجها، وابنة تنتظر حضن الأب الآمن.

اخبار ذات صلة