فلسطين أون لاين

​الساحة الإسرائيلية تعيش إرباكًا سياسيًّا وشعبيًّا

"نتنياهو"عالق بين الانتخابات المبكرة وانقلاب سياسي

...
إحدى جلسات اجتماع حكومة الاحتلال
غزة / الناصرة - يحيى اليعقوبي

حالة إرباك داخلية تشهدها الساحة الإسرائيلية على المستويين السياسي والشعبي، إذ لأول مرة يجوب الإسرائيليون وسط (تل أبيب) والمستوطنات المحاذية لغزة لمطالبة رئيس الحكومة بالاستقالة بعد جولة التصعيد الإسرائيلي الأخيرة ضد قطاع غزة والتي انتهت لصالح المقاومة الفلسطينية.

ويرى مراقبون أن جولة التصعيد أحدثت فجوة سياسية بعد استقالة وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان، وتقود لتطورات في الخريطة السياسية الإسرائيلية من بينها الذهاب إلى انتخابات مبكرة، دون أن يستبعدوا حدوث انقلاب سياسي على بنيامين نتنياهو في إثر قضايا الفساد التي تلاحقه.

وتوقع هؤلاء في أحاديث منفصلة لصحيفة فلسطين، خسارة الليكود خمسة مقاعد من حصته في انتخابات الكنيست المقبلة.

مستجدات ومشكلة جديدة

ويرى الخبير بالشأن الإسرائيلي نظير مجلي، أن هناك مشكلة جديدة تواجه حكومة نتنياهو في التعاطي مع عدد من القضايا الجوهرية، وهذه الطريقة لا تقنع الجمهور الإسرائيلي الذي يمارس حقه في التظاهر، فكانت مظاهرة (تل أبيب) الأخيرة تعبيرًا قويًّا من قبل سكان المستوطنات المحاذية لغزة، بأن الحكومة تركتهم، وتخدعهم وتتنازل عنهم.

ويقول مجلي: "هناك المستجدات مميزة بهذه المرحلة ترفع المزايدات بين الأحزاب الإسرائيلية"، عادًّا استقالة ليبرمان "مسرحية تهدف لتقوية موقعه بالانتخابات المقبلة"، موضحًا أن ليبرمان يحاول ركوب الموجة الشعبية للجمهور الإسرائيلي، الذي يطالب باجتياح القطاع مهما كان الثمن، مستعملًا طريقة نتنياهو ذاتها "برفع شعارات فارغة المضمون".

وأشار إلى أن ليبرمان كان وبحسب الاستطلاعات الإسرائيلية لا يتجاوز نسبة الحسم، ولكن بعدما استقال ترجح الاستطلاعات الأخيرة حصوله على ستة مقاعد بالكنيست بالنظر إلى التوقيت والسياق الذي قدمه للجمهور الإسرائيلي.

وأوضح مجلي أن بقية أحزاب الحكومة تحاول الكسب، فنفتالي بينت زعيم حزب البيت اليهودي طلب وزارة جيش الاحتلال، مستبعدًا منحه إياها، فهو من وجهة نظر نتنياهو "متهور وسيصطدم بقيادة الجيش".

ويعتقد الأكاديمي الفلسطيني أن نتيجة الجولة الأخيرة تدفع بنتنياهو لإطالة عمر حكومته لإثبات نجاحها في استبعاد مواجهة مفتوحة وهو ما أشارت إليه الاستطلاعات، فنحو 74% من الجمهور يعتقدون أن نتنياهو نجح بإدارة المعركة مقابل نسبة ضعيفة تعقد بخضوعه، ومن جانب آخر 50% يعتقدون أن حماس انتصرت.

انقلاب ممكن.. ولكن

ولا يستبعد مجلي حدوث انقلاب سياسي في حكومة الاحتلال، إذا ما اتفقت المعارضة الإسرائيلية على شخص ودعمته لمواجهة نتنياهو، قائلًا: "لو أن حزب العمل اتحد مع مجموعة من العسكريين كموشيه يعلون، فالاستطلاعات تعطيهم 34 مقعدًا بالكنيست، وهذا يعني تفكيك الحكومة".

ورجح الأكاديمي الفلسطيني حدوث الانتخابات المبكرة في غضون أسابيع قليلة إذا ما تحقق الشرط السابق.

ويرى أن الأرضية جاهزة داخل الاحتلال لإحداث تحول في الحكم من اليمين للوسط، فيما لو وقفت المعارضة خلف شخصية واحدة، وسيتيح لها ذلك التخلص من نتنياهو الذي يسيطر على 25% من أصوات الناخبين الإسرائيليين.

و(إسرائيل) تاريخيًّا جاهزة لحدوث انقلابات سياسية إذا وجد البديل، فرئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين انقلب على حكم سابقه شامير، وانقلب نتنياهو على رابين، وانقلب إيهود باراك على نتنياهو، وفق مجلي، الذي أشار إلى أن مشكلة (إسرائيل) الآن هي غياب القيادة البديلة، فلو كان هناك بديل لحدث انقلاب سياسي.

اليمين يغرق

في السياق نفسه يقول العضو العربي السابق في الكنيست طلب الصانع: "قطاع غزة بات شوكة في حلق الحكومة اليمينية الإسرائيلية، نتيجة عدم رضوخ القطاع للإملاءات الإسرائيلية، وهو خارج قواعد اللعبة الإسرائيلية، ويكشف عن الوجه الحقيقي لفشل اليمين الإسرائيلي الذي يؤمن بالقوة للوصول للأمان والأمان".

ويعتقد الصانع أن استقالة ليبرمان ستؤدي إلى التعجيل بالانتخابات الإسرائيلية، فبعد أن كانت غزة جزء من الحملة الانتخابية "أغرقت حكومة اليمين"، متوقعًا أن يعلن الأسبوع القادم عن موعد الانتخابات.

وذهب إلى القول: "مع فشل القوة في تحقيق الأمن، تؤكد المقاومة الفلسطينية أن عودة الهدوء تأتي من خلال إنهاء الحصار"، مبينًا أن جولة التصعيد الأخيرة وما تبعها من نتائج وضعت القضية الفلسطينية وحصار القطاع على الطاولة، بعدما أرادت حكومة الاحتلال أن يكون التطبيع على جدول أعمالها وتهمش القضية الفلسطينية.

ورأى الصانع أن ليبرمان قد يختفي عن الساحة السياسية الإسرائيلية بعد استقالته، مبررًا ذلك بأن وزير الجيش المستقيل عاش في السنوات الأخيرة بدعم حلفائه الذين ساعدوه على تجاوز نسبة الحسم في مقاعد الكنيست.