في بادرة لاقت قبول وموافقة أكثر من 90% من أهالي الطلبة في مدرسة المجد الخاصة في مدينة غزة، بدأت المدرسة في التخفيف من الواجبات المدرسية على طلبتها الملتحقين بها وإنجاز بعضها داخل المدرسة.
تقول مديرة مدرسة المجد النموذجية الخاصة، مي الخضري إنها أرادت من خلال هذا المبادرة التي حملت اسم "مدرستي بيتي جعلت وقتي أجمل" التخفيف على الطلبة والأهالي، خاصة مع قصر عدد ساعات النهار نظرًا لأن دوام المدرسة ينتهي عند الساعة الثانية.
وقالت في حديث لـ"فلسطين" إن: "قصر ساعات النهار الذي يتزامن مع التوقيت الشتوي دفعنا إلى التخفيف عن أولياء الأمور، وخصوصًا الأمهات العاملات اللاتي لا يجدن وقتًا بعد انتهاء عملهن في مثل هذا التوقيت لإتمام الكثير من الواجبات البيتية".
وأضافت الخضري: "لذلك حاولنا التخفيف من الواجبات المدرسية ولكن هذا التخفيف ليس نهائيًا، حيث إن 80% من الواجبات يمكن حلها في المدرسة، وما على الأم إلا متابعة ما أخذه ابنها في المدرسة وتدريبه على الإملاء والقراءة وغيرها من الأمور التي تطلب منها".
وبينت أن المبادرة تهدف أيضًا إلى أن يجد الطالب الوقت للجلوس مع أهله وممارسة بعض الأنشطة والاستمتاع ببعضها مثل مشاهدة التلفزيون أو الجوال أو القيام ببعض الزيارات العائلية.
وأشارت الخضري إلى أن لديها في المدرسة 180 طالبا وطالبة، أرسلت المدرسة استبانة لذويهم هل يوافقون على هذه المبادرة أم لا، لافتةً إلى أن 175 من أولياء الأمور كانوا موافقين وبشدة.
وأوضحت أنها من خلال هذه النتيجة توصلت إلى نتيجة أن الواجبات المدرسية "هم وانزاح عن الأهالي"، خاصة في إطار قصر الوقت وعدد ساعات الكهرباء المتوفرة في الفترة المسائية، وقلة الوقت لجلوس الطفل مع أسرته في جو عائلي.
وذكرت الخضري أن المدرسة ستخفف عن الأهل من الواجبات المدرسية، ولكن يبقى على الأهل شرط المتابعة في المنزل لمعرفة مستوى ابنهم، وما يأخذه في المدرسة من دروس واختبارات للمحافظة على مستواه.
وأردفت : "يجب على الأهل عدم إهمال ابنهم أو إلقاء كامل المسئولية بعد هذه المبادرة على المدرسة، فمتابعتهم أمر ضروري ومهم؛ وذلك للبقاء على اطلاع على مستوى أطفالهم إن كان في تقدم أو تراجع ويجب عليهم معرفة أسباب هذا الأمر".
وأفادت أنه في إطار هذه المبادرة يتم المرور على الفصول ومتابعة الطلاب والتفتيش على واجباتهم أثناء حلها في المدرسة، لافتةً إلى أن الأمر لا يشكل أي صعوبة لدى المدرسة نظرًا لقلة عدد الطلبة في الصف الواحد وفي المدرسة.
وأوضحت الخضري أنه يتم تقييم الطلبة يوميًا بإعطائهم إملاء في اللغتين العربية والإنجليزية خاصة للصفوف من الأول وحتى الرابع، أما الصفوف الأعلى مثل الصف التاسع فيجب عليهم تحضير الدروس يوميًا ويأخذون في المدرسة اختبارًا قصيرًا في الدرس السابق.
وأكدت أنه بعد ذلك سيتم تقييم المبادرة من خلال النتائج والإحصائيات التي تسجلها المدرسة ومن خلال مستوى الطلبة الذي لا يزال متقدمًا كما كان قبل المبادرة وبالتالي فإن تأثيرها سيكون إيجابيًا وليس سلبيًا كما تشير الملاحظات الأولى على مستوى الطلبة.
وبينت الخضري أن عمل مثل هذه المبادرة أمر ممكن في جميع المدارس ولكن الأمر مرتبط بقرار من وزارة التربية والتعليم وبحاجة إلى أن يمتد الدوام المدرسي لأكثر من المتاح حاليًا وهو ما ليس بالإمكان فعله نظرًا لنظام الفترتين في كثير من المدارس في قطاع غزة.
