قائمة الموقع

​هل يؤدّي "انتصار المقاومة" إلى كبح التطبيع العربي؟

2018-11-16T11:11:53+02:00
التطبيع تحوّل من نقطة قوة بيد الاحتلال إلى نقطة ضعف

رأى مراقبان عربيان أن الانتصار الذي حققته فصائل المقاومة الفلسطينية أثناء صدها للعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، من شأنه التأثير على كبح عملية التطبيع في بعض الدول العربية مع دولة الاحتلال.

وأرجع المراقبان أسباب ذلك إلى الإرادة الشعبية في بعض الدول العربية التي ازدادت مع انتصار المقاومة، وجعلها تنظم الفعاليات والأنشطة المؤيدة للمقاومة ونصرةً لغزة، والمحتجة على عمليات التطبيع.

وشنّت سلطات الاحتلال في مساء الاثنين الماضي عدواناً سافراً، بدءًا بتسلل قوة خاصة إلى مدينة خانيونس (جنوباً)، دار اشتباك بينها وبين عناصر المقاومة، أسفر عن استشهاد 7 فلسطينيين بينهم القيادي في كتائب القسام نور بركة، ومقتل ضابط إسرائيلي وإصابة آخر.

ورأى الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، محمد العيلة، أن انتصار المقاومة سيكون له تأثير مباشر في كبح عملية التطبيع العربي، مشيرا إلى أن الارادة الشعبية كانت دائما هي العامل الأساسي في كبح تطبيع الأنظمة العربية من الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح لصحيفة "فلسطين" أن الإرادة الشعبية انخفض مستوى تأثيرها بعد أحداث (الربيع العربي)، ما سمح للأنظمة العربية بالاستمرار في عمليات التطبيع، منوهاً إلى أن الوضع الآن مختلف بعد انتصار المقاومة بغزة التي انعكس إيجابا على تلك الإرادة، مما سبب حرجا شديدا لهذه الأنظمة.

تحوّل التطبيع

ويعتقد العيلة أن التطبيع تحوّل من نقطة قوة بيد الاحتلال إلى نقطة ضعف، مفسراً حديثه بالقول: "دائما كان يتفاخر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بتحسن العلاقات مع الدول المُطبعة وهذه نقطة القوة بالنسبة له، ولكن انتصار المقاومة بغزة حوّل التطبيع إلى نقطة ضعف، إذ إنّ الدول المُطبعة ستطلب من الاحتلال تأخير بعض العلاقات، أو حتى تتخلى عن العلاقات العلنية".

وأوضح أنه بذلك يصبح الاحتلال تحت ضربات المقاومة، وتحت حالة التراجع من هذه الدول التي كانت تمارس التطبيع العلني، مؤكدا أن انتصار المقاومة سيجعلها تتراجع.

وبيّن أن التطبيع مرتبطٌ بـ"صفقة القرن" الأمريكية، حيث كانت خطة التسوية العربية تتضمن فكرة (السلام أولاً ثم التطبيع)، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية و(إسرائيل) تفرضها بشكل معكوس (التطبيع أولاً ثم السلام)، وفق تعبيره.

وأكد العيلة أن انتصار المقاومة سيجعل أمريكا و(إسرائيل) تعيدان حساباتهما تجاه صفقتهما، إذ أرادا الهدوء في غزة من أجل تمرير الصفقة، وكذلك تمرير حالة التطبيع، مستدركا بالقول: "لكن يد المقاومة العليا، ستجعلهميعيدون حساباتهم حول الصفقة، أو حتى حسابات الدول التي هي في الأصل أدوات لهذه الصفقة، وهي دول التطبيع".

وعزا ضعف حالة التضامن من الدول العربية تجاه القضية الفلسطينية إلى انتكاسة الربيع العربي وانشغال الشعوب في أزماتها الداخلية.

وتمّم حديثه بالقول: "انتصار المقاومة أنعش الإرادة الشعبية، وهذا الأمر لمسناه في وجود مظاهرات في كلٍّ من لبنان والأردن وتركيا وقطر، الذين نظموا عدة أنشطة شكلت داعما للشعب الفلسطيني".

التطبيع كغطاء للاحتلال

فيما عدّ منسق حملة "التطبيع خيانة" في لبنان وسام حجار، العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة جاء نتيجة التطبيع العربي، مؤكدا أن الاحتلال لن يجرؤ على الاعتداء على الشعب الفلسطيني طالما الدول العربية لا تتطبع معه.

وقال حجار لصحيفة "فلسطين": "حتى الآن لم نسمع ردّات فعل رسمية من الأنظمة العربية، فقط الشعوب التي وقفت احتجاجا ونصرة لما حدث في غزة، حتى وسائل الاعلام لم تدِن ما تعرض لهم زملاؤهم في فضائية الاقصى سوى في لبنان وتركيا".

وأكد أن عمليات التطبيع "أصبحت أمرا غير محتمل، ومن الواجب على الشعوب رفع أصواتها في مواجهة أنظمتها ومنعها من الاستمرار في عمليات التطبيع مع الاحتلال".

وأوضح أن الشعوب تمتلك القدرة الكبيرة في التأثير على أنظمتها، مستشهدا بثورات الربيع العربي التي حملت شعار "ع فلسطين رايحين شهداء بالملايين"، مؤكدا أن الاحتلال سوف يتمادى في إجرامه وهمجيته ضد غزة طالما لا يرى ردة فعل حقيقة من الأنظمة العربية.

ونبّه حجار أن ما يمنع الشعوب العربية من النهوض في وجه أنظمتها المُطبعة "هو الخوف من البطش والضياع خلف سجون الظلم، عدا عن خوفهم على لقمة العيش التي ألهى بها الحكام شعوبهم بعد الثورات المضادة للربيع العربي".

اخبار ذات صلة