فلسطين أون لاين

​"سكة حديد السلام".. تفاصيل ربط (إسرائيل) بدول عربية

...
في غضون عقد من الزمن، ستبدأ عوائد الخط بالظهور
الناصرة/ الأناضول:

مشروع إسرائيلي يرمي لربط دول الخليج بـ(إسرائيل) مرورًا بالأردن، ضمن خطة لا تخلو من عناصر ترغيب وترهيب.

والأربعاء قبل الماضي، طرح وزير النقل في حكومة الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، خلال مؤتمر النقل الدولي المقام بالعاصمة العمانية مسقط، على دول الخليج وعدد من الدول العربية، مشروع سكك حديد يحمل اسم "سكة حديد السلام"، يربط دول الخليج بـ(إسرائيل) مرورًا بالأردن.

كاتس، الرافض لقيام دولة فلسطينية، لفت إلى "الفائدة" التي ستعود على الفلسطينيين من خلال هذه الخطة، عبر ربطهم بميناء حيفا، ودول الخليج العربي شرقًا.

لم يغفل كاتس، أيضًا، التطرق إلى "الفوائد الاقتصادية الهائلة" التي ستعود على (إسرائيل) والأردن والسعودية ودول الخليج الأخرى، ومستقبلًا العراق وسوريا أيضًا.

ويطرح كاتس خط سكة الحديد باعتبارها "بديلا يجعل من الممكن تفادي المخاطر الإيرانية في مضيق هرمز ومضيق باب المندب"، حسب تفصيل مصور للخطة أطلعت عليه الأناضول.

وباستثناء الأردن، فإن الدول العربية الأخرى التي يشملها خط سكة الحديد، لا تقيم علاقات دبلوماسية مع (إسرائيل)، بانتظار حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ويأمل الفلسطينيون من أشقائهم العرب عدم تطبيع علاقاتهم مع (إسرائيل) قبل انسحاب الأخيرة من الأراضي المحتلة وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها شرقي القدس، كما نصت على ذلك مبادرة السلام العربية التي يؤكد العرب سنويًّا في قممهم التمسك بها بحذافيرها كما اعتمدت في بيروت عام 2002.

في المقابل، يطرح وزراء في حكومة الاحتلال التطبيع مع الدول العربية طريقًا لـ"سلام محتمل مع الفلسطينيين"، خلافًا للموقف الفلسطيني والعربي الذي يرى في السلام الفلسطيني الإسرائيلي طريقًا للتطبيع مع الدول العربية.

وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، نهاية الشهر الماضي: "اعتقدنا دائمًا أنه لو حللنا مشكلة الفلسطينيين سيفتح هذا الأبواب أمام تحقيق السلام مع العالم العربي".

وتابع: "هذا صحيح بالتأكيد لو كان بالإمكان القيام بذلك، ولكن ربما أنه من الصحيح أيضًا وربما أكثر هو بأنه لو انفتحنا على العالم العربي وطبعنا العلاقات معه، فهذا سيؤدي في نهاية المطاف إلى إمكانية المصالحة والسلام مع الفلسطينيين".

وغداة تصريحه، أجرى نتنياهو زيارة إلى مسقط بسلطنة عمان استقبله خلالها السلطان قابوس.

أيام على ذلك، زار كاتس العاصمة العمانية، للمشاركة في المؤتمر الدولي.

ونشر كاتس شريط فيديو أظهرت مراسم استقباله بالرقص والسيف لدى وصوله السلطنة.

وأعلن أن زيارته تهدف لعرض مشروعه حول ربط (إسرائيل) ودول الخليج ومن ثم دول أخرى في العالم العربي، بسكة حديد.

وحسب عرض للمشروع نشره كاتس عبر حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، تستند "المبادرة إلى فكرتين أساسيتين: (إسرائيل) تكون جسرًا بريًّا، والأردن مركزًا إقليميًّا لنقل البضائع".

وجاء بالعرض أن "الخطة من شأنها أن تخلق مواصلات أقصر وأسرع وأقل كلفة وأكثر أمنًا، وتسهم في اقتصادات الأردن والسلطة الفلسطينية والسعودية ودول الخليج".

ولفت إلى خط الحجاز الرابط بين حيفا وعسقلان، الذي افتتح عام 1916.

وقال: "سيمتد هذا الخط شرقا إلى معبر الشيخ حسين (معبر الكرامة)، ويتجه جنوبا إلى معبر الجلمة في الضفة الغربية؛ بحيث يمكن للفلسطينيين الارتباط به لتصدير واستيراد البضائع عبر ميناء حيفا، وأيضا باتجاه الشرق نحو الأردن والسعودية ودول الخليج".

ووفق المصدر نفسه، ستتم إقامة منطقة حديثة كبيرة للبضائع في إربد لإنعاش الاقتصاد الأردني.

ومن هناك يتجه خط سكة الحديد جنوبا إلى العاصمة السعودية الرياض بطول 1590 كم، ومنها إلى ميناء الدمام بالمملكة، بطول 450كم، ثم ميناء الجبيل (بالمملكة أيضا) بطول 970كم.

ومن السعودية يمتد الخط إلى دبي في دولة الإمارات.

ويشير العرض إلى إمكان الربط بين الأردن والعراق وسوريا مستقبلًا إن استقرت الأوضاع فيهما.

وحسب العرض، فإنه "في غضون عقد من الزمن، ستبدأ عوائد الخط بالظهور".

ففي عام 2030، يتوقع أن تبلغ قيمة النمو المتوقع للاقتصاد الإقليمي 15 مليار دولار للأردن، و25 مليار دولار للعراق، و80 مليار دولار للسعودية، و85 مليار دولار للإمارات، و45 مليار دولار للكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان.

أما حجم التجارة المتوقعة عبر المسار، سيصل في عام 2030 إلى 250 مليار دولار.

ويتضح من المخطط أنّ الربط مع (إسرائيل) لا يقتصر على سكك الحديد إذ يمتد أيضا إلى البحر.

ويشير إلى أنه بعد وصول البضائع والأفراد إلى (إسرائيل) عبر سكك الحديد، يمكن الانتقال من (إسرائيل) بحرا إلى الولايات المتحدة وأوروبا ودول المتوسط والغرب.

ويختم العرض بعبارة: "مبادرة المسارات للسلام الإقليمي ضرورية ومرغوبة وممكنة".

لا مواقف بعد

وحتى الآن، لم تعلن الدول التي يشملها المخطط موقفها من الخطة الإسرائيلية.

لكن مساعد الرئيس الأمريكي والمبعوث الخاص للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، عدَّ أن المخطط "داعم للجهود الأمريكية"، في إشارة إلى خطة التسوية الأمريكية المعروفة باسم "صفقة القرن".

وكتب غرينبلات، في تغريدة عبر موقع "تويتر"، في إشارة إلى زيارة كاتس إلى سلطنة عمان، يقول: "سيعرض خطة لبناء خط سكة حديد بين (إسرائيل) والأردن والسعودية والخليج، فلنعمل على مواصلة الحوار، هذه الجهود تدعم جهودنا".

وكان الباحث السوري، سمير حافظ، رأى في المشروع الإسرائيلي لإنشاء سكة حديد للربط بين (إسرائيل) ودول الخليج العربي، محاولة "خبيثة" تستهدف سرقة فكرة "خط حديد الحجاز" العثماني، الذي ربط دول المنطقة وأنعشها قبل أكثر من قرن.

والخط الحديدي الحجازي هو سكة حديد تصل بين مدينة دمشق والمدينة المنورة في منطقة الحجاز مرورًا بالأردن.

وأنشئ الخط الحديدي في عهد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني بغرض خدمة حجاج الديار الحجازية انطلاقًا من دمشق. وانطلقت أشغال بنائه عام 1900 وافتتح عام 1908، وتعرض للتخريب إبان الحرب العالمية الأولى.

وكان الخط الحديدي مرتبطا بآخر يربط إسطنبول بدمشق، ما قلّص المدّة الزمنية اللازمة لرحلة الحج السنوية، وأسهم بانتعاش التجارة في المنطقة، بفضل المرافق التي أنشئت إلى جانب خط الحديد، بتمويل وتنفيذ إسلامي.