تؤدي وسائل الإعلام المحلية دورًا بارزًا في تثبيت الرواية الفلسطينية، وإبراز الحقائق الجلية على الأرض، وحشد الرأي العام لجانب المقاومة، وفضح رواية الاحتلال وزورها، وهو ما جعلها عرضة بصورة مستمرة إلى أن تكون هدفًا لمرمى الاحتلال الإسرائيلي المباشر بالحجب تارة والقصف والتدمير تارة أخرى.
آخر ما تعرضت له وسائل الإعلام الفلسطينية من استهداف، كان تجاه فضائية الأقصى بمدينة غزة، أول من أمس، حيث دمر مقرها كاملًا بالصواريخ الحربية، ما يدلل وفق خبيرين في الشأن الإعلامي تحدثا لـ"فلسطين"، على مدى الانزعاج الكبير الذي تسببه القناة ووسائل الإعلام المحلية الأخرى للاحتلال لا سيما في أوقات اعتداءاته العسكرية على الشعب الفلسطيني.
ويؤكد الخبير الإعلامي سعيد شاهين، أنّ معركة الصورة هي الأكثر إزعاجًا للاحتلال، إذ إنه خسر في هذه المعركة جولات عدة أمام وسائل الإعلام الفلسطينية، وفشل في استمرار بثه للأكاذيب وإخفاء الحقائق والخسائر التي تلحقه.
ويلفت شاهين لـ"فلسطين"، إلى أنّ الاحتلال وعلى مدار سنوات طوال، ثبت في عقلية مستوطنيه والمجتمعات العربية المجاورة، أن جيشه أحد أقوى جيوش العالم، وأنه لا يقهر، وقد اهتزت هذه الفرضية في ساحات الإعلام الفلسطيني بل وفضحت، بإظهار مدى ضعف هذا الجيش وبسالة عناصر المقاومة رغم إمكاناتها المتواضعة مقارنة بالاحتلال.
وذكر أنّ الاستهداف الأخير لفضائية الأقصى، جاء بعد بث القناة خبرًا عاجلًا يشير إلى أنها بصدد عرض مقطع مصور لاستهداف حافلة تُقل جنودًا إسرائيليين على تخوم حدود قطاع غزة، وهو ما يؤكد أن دولة الاحتلال لا تقوى على طرح الحقيقة أمام مستوطنيها مع ضربات المقاومة، مشيرًا إلى أن تدمير القناة يدلل بما لا شك فيه لمدى الانزعاج الكبير الذي تسببه القناة.
ونبه شاهين إلى أنّ الاستهداف الإسرائيلي للإعلام الفلسطيني متعدد الأوجه، ولا يقتصر على الاستهداف العسكري، حيث وبالشواهد الموثقة لم تُستثنَ أي وسيلة في الضفة الغربية من الحظر والتدمير واعتقال العاملين فيها، في حال كان الخط العام الذي تعمل فيه ملتزمًا بالخط الوطني المقاوم.
وحول إذا ما كان الاستهداف الإسرائيلي نجح في تحقيق هدفه بحجب الحقيقة، في أوقات الاعتداءات العسكرية خصوصًا على الشعب الفلسطيني، يشدد شاهين على أنّ الاحتلال لم يحقق أي نجاح يذكر من استهدافه لوسائل الإعلام الفلسطينية، حيث بات للأخيرة الخبرة الكافية في التعامل مع هذا الاستهداف، والعمل على استمرار بثها وإيصال رسالتها.