إن قصف منازل المواطنين وهدمها، وقصف فضائية الأقصى وتدميرها، في أولى ساعات المعركة الدائرة حاليًّا، هو علامة فشل لجيش الاحتلال وقادته، وليس علامة نجاح.
القصف للمواقع المدنية وهدم العمارات متعددة الطوابق، يحكي قصة غضب القيادة السياسية والعسكرية في تل أبيب بعد فشل العملية الأمنية في خزاعة، وبعد قصف المقاومة أراضينا المحتلة بعشرات الصواريخ وقذائف الهاون.
قالت العرب قديمًا: الدم يجرّ الدم، وقالت المقاومة حديثًا القصف يجرّ القصف، والبادي أظلم، وحين قررت الغرفة المشتركة الرد على العدوان الصهيوني لم تلتفت وراءها بحجة حداثة التهدئة، حتى لا يتفرّد العدو بقرار الحرب، وقرار التهدئة.
لم يكن ثمة بدّ من الرد الصاروخي على تمادي العدو، واختراقه التهدئة التي لم يجفّ حبرها بعد.
لماذا قصف العدو فضائية الأقصى ودمرها في الساعات الأولى للحرب؟! الجواب المنطقي على السؤال يقتضي مراجعة دور فضائية الأقصى في حرب 2014م، عندها سنعلم أن إسكات هذا الإعلام الحرّ المقاوم كان هدفًا أوليًّا عند العدو، لأن فضائية الأقصى هي من تفضح العدوان، وهي من تخاطب الإسرائيلي والعالم بالحقائق والصور، وهي التي تمهد الطريق للنصر، وهي التي تبث الأمل في السكان، وهي نافذة العالم على غزة، وعلى تطورات المعركة، وعلى خيانة العدو المتعمدة للتهدئة.
الأقصى لم تسكت، ورجالها تدبروا أمرهم، وكانوا قد أعدوا العدة للطوارئ من قبل، وبهذا فشل العدو في تحقيق أهدافه. هذا وقد عبرت الفضائيات الأخرى مشكورة عن استعدادها لاستضافة فضائية الأقصى. إن قصف منازل المواطنين متعددة الطوابق في أول يوم للمعركة يستهدف لتوليد أكبر ضغط مجتمعي مدني على حماس في غزة لإيقاف إطلاق النار والعودة إلى تفاهمات التهدئة. ولكن يبدو أن العدو فشل في فهم حماس والمقاومة، وفشل في فهم سكان غزة، حيث قررت غزة أن الدم بالدم، والقصف بالقصف، ولا مجال للتراجع البتة، وليس لدى حماس والمقاومة ما تخسره، أو تخاف عليه.