هذا هو العدو. وهذه هي المقاومة. هذا ما قالته ليلة خزاعة الدامية أمس. لقد ظن العدو الماكر أن حماس استنامت إلى التهدئة ونسيت واجباتها الأمنية والدفاعية. حماس كانت تعلم مسبقا أن التهدئة ملغومة بمكر العدو وجبروت القوة، لذا كان رجالها المرابطون متيقظين لغدر العدو وأفخاخه، ومن ثمة تمكنوا من إحباط محاولته التسلل إلى أعماق غزة.
يقال في المصادر العبرية أن عملية خزاعة أمس، كانت عملية أمنية معقدة، تستهدف عمق القطاع، وأن رجالها من وحدات المهام الخاصة، إلا أنهم وقعوا في شرّ اعمالهم، فآتاهم القسام من حيث لم يحتسبوا، فأوقع قائد الوحدة المتسللة المقدم قتيلا، وأصاب ضابطا آخر، ولم تتمكن الوحدة من الإنسحاب إلا بتدخل الطيران من مختلف الأنواع.
فشلت عملية الاختراق الأمنية، وكشفت عن فشل أكبر في مجال الاستخبارات الصهيونية، وغدا نتوقع أن يجري العدو تحقيقات مع القادة حول أسباب الفشل، في عملية يقال إن رئيس الأركان أشرف عليها، وأنها حصلت على موافقة نيتنياهو نفسه، ومن ثمة قطع الأخير زيارته لباريس وعاد لتل أبيب لترميم الفشل المعيب.
نيتنياهو يقول إن العملية لم تكن تستهدف القتل أو الخطف، جيد، إذا ماذا كان هدفها ؟!، هل كانوا في زيارة ترفيهية مثلا، أم كانوا في عملية أكبر من القتل والخطف؟! وما نحسبه أن العملية التي كانت مرتبطة بمعدات الكترونية كان تسهدف ربما السيطرة على اتصالات حماس والمقاومة ليكون القتل غدا أكثر، وأفدح، وبالتالي لا يمكن لحكومة العدو تبرير هذه العملية العدوانية، للحكومة المصرية التي توسطت للتهدئة، أو للعالم، كما لا يمكنها تبرير الفشل لمواطنيها، لا سيما حين يقول الجيش إن أسرار العملية ستبقى محبوسة لعدة سنوات لاحقة.
ما دفغته المقاومة ، وبالذات ما دفعته حماس من أرواح مجاهديها كان كبيرا، ولكنه أمّن لها طريق المستقبل، وكبد العدو خسارة كبيرة، واثبتت المقاومة أنها جاهزة لكل الاحتمالات، وأنها لا تخدعها التهدئة الملغومة، ولا يخدعها مكر العدو الصهيوني. غدا ستتكشف أهداف العملية الفاشلة، وسيدفع نيتنياهو، والجيش ثمن الفشل، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.