فلسطين أون لاين

​انتبه.. ورق الألمنيوم خطير

...
غزة_ مريم أبو عاصي:

من الطبيعي أن تجد مطبخنا غنيًا بأواني طبخ حديثة، تتماشى مع التطور الصناعي الذي نشهده والذي يوفّر تكلفة، وأكبر إنتاج، وأسهل تنظيف، فلهذه الأسباب غزا الألمنيوم بيوتنا وأصبح عنصرًا أساسيًا في مطبخ اليوم لأغراض الطهي والحفظ والتخزين، لكن هل من خطورة على سلامة صحتنا منه؟

"فلسطين" تواصلت مع مدير مركز الدراسات البيئية بكلية العلوم بالجامعة الإسلامية أ. د. سمير العفيفي لمعرفة المخاطر التي يمكن أن يتسبب بها ورق الألمونيوم حال استخدامه في الطهي.

وأوضح العفيفي أن ورق الألمنيوم كان سابقًا يصنع من القصدير، ولكن حاليًا يصنع من رقائق ورق الألمنيوم، حيث بدأ استخدامه في السنوات الأخيرة كثيرًا لسهولته في الاستخدام لأنه يوجد في الطبيعة بكميات كبيرة ويوجد أيضًا في الطعام.

ولفت إلى أن ورق الألمنيوم يتكون من وجهين، وجه لامع يستخدم لحفظ الأطعمة الساخنة، ووجه غير لامع يستخدم لحفظ الأطعمة الباردة، إلا أن الهدف الأساسي هو الاحتفاظ بالحرارة لفترة طويلة.

وبين العفيفي أن خطورة استخدام ورق الألمنيوم سواء كان حفظ أو طبخ، تكمن إذا دخل عنصر الألمنيوم إلى جسم الإنسان بسبب تراكمه بكميات كبيرة في بعض الخلايا العصبية؛ فيؤدي إلى ظهور أعراض الزهايمر المبكر وظهور حالات الخرف.

وأوضح أنه عند تنافس عنصر الألمنيوم مع الكالسيوم الموجود في الأطعمة عند عملية الامتصاص يؤدي إلى هشاشة العظام عند الذين يتناولون العنصر في أطعمتهم، وهو يعد معدنًا ذا تأثير سام على الأعصاب وبالتالي يلحق الضرر بوظائف المخ.

وذكر أن تعرض رقائق الألمنيوم لدرجات حرارة عالية يحفز جزيئات الألمنيوم للانتشار والانتقال بالهواء إلى الطعام، كما وتتسرب جزيئات الألمنيوم للطعام عند تعرض الرقائق إلى التوابل أو عصير الليمون أو عصير الطماطم الموجود في الأطعمة نتيجة حدوث التفاعل مع المواد الحمضية.

ونبه العفيفي إلى أن الخطورة أيضًا تكمن في أواني الطعام (القديمة) المصنوعة من الألمنيوم، فمع مرور الزمن تكوِّن هذه الأواني أكسيد الألمنيوم وهي طبقة واقية وعازلة تمنع من تآكل الألمنيوم وتقلل من انحلاله في الأطعمة.

كما وأشارت الدراسات في منظمة الصحة العالمية لمرض الزهايمر أن الاستهلاك اليومي الآمن هو 40 ملغرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم, لكن للأسف معظم الناس يتعرضون لأكثر من هذه القيمة المحددة للسلامة، فنجد الألمنيوم في الجبن الأصفر والملح، والأعشاب، والتوابل، والشاي، وفي تركيبة بعض المواد الدوائية كمضادات الحموضة ومضادات العرق، بل ويستعمل كبريتات الألمنيوم كمادة مخدرة خلال عملية تنقية المياه الصالحة للشرب.

اتخذ القرار وتخلَّ عنه

وكشفت نتائج دراسة نشرت عن تركيزات عالية للألمنيوم في أنسجة دماغ مرضى الزهايمر، وعملت دراسة أخرى بفحص مجموعة من كبار السن الذين يعانون من مرض الزهايمر أكدت نتائجها أن هذا المرض حديث العهد ناتج عن التطور الصناعي الذي شهدته ظروف المعيشة، والذي ساهم في الرفع من مستويات الألمنيوم اليومية، كما يمكن أن تؤثر سلبًا على مرضى العظام والقصور الكلوي، كما تقلل من معدل نمو خلايا الدماغ.

وأكد العفيفي أن الاهتمام بسلامة غذائنا من أولوياتنا جميعا؛ وعلينا أن نكون أكثر حرصًا في الحفاظ على صحتنا بتوعية الناس (توعية مجتمعية) خاصة المجتمع النسائي لأنهن الأكثر استخدامًا لورق الألمنيوم.

ولفت إلى أن عنصر الألمنيوم لم يصنع للطهي بل لحفظ الأطعمة للتقليل من كميات الضرر الناتج من استخدامه، حيث يفرز جسم الإنسان كميات صغيرة من الألمنيوم، مما يجعل التعرض لكميات ضئيلة من الألمنيوم لا يمثل مشاكل على صحة الانسان.

ونصح العفيفي بالتخلي عن ورق الألمنيوم عند طهي الطعام، فلا مانع من لف الطعام البارد لكن ليس لفترات طويلة لتاريخ صلاحيته وأيضًا لاحتوائه على توابل يمكنها تسريب الألمنيوم إلى الطعام، ويوصى باستخدام أوانٍ زجاجية أو خزفية خاصةً عند إعداد الأطباق المشوية.

ودعا العفيفي لغلي الماء مرات عديدة قبل استعمال مقلاة جديدة إلى أن تصبح قاعدتها غير لامعة لتفادي أخطاره، فهذه العملية تؤدي إلى أكسدة طبيعية، رغم أننا نظن أن لمعان الأواني دليلا على صفائها ولكن في هذه الحالة العكس صحيح للحفاظ على صحتك.

وختم بقوله: إن الوقاية خير من العلاج فمن الأفضل عدم استعمال ورق الألمنيوم في لف الأطعمة سواء في درجات حرارة منخفضة أو مرتفعة؛ والتخلي عن مثل هذه العادات المضرة لن يكلفنا سوى قرار حاسم من أجل سلامة غذائنا، والحفاظ على أعز ما نملك وهو "صحتنا".